* "إدريس" مشيدا بالقرار: لا ينبغي لقادة الدعوة العمل بالسياسة.. والتفرغ لها واجب * عبد الجليل: قرار وزير الأوقاف بمنع خلط الدين بالسياسة "حكيم" * "الأطرش": ليس من حق الوزير منع الأئمة من ممارسة حقوقهم السياسية أصدر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قرارا أمس، الاثنين، يحظر فيه على القيادات بالوزارة والأئمة خوض الانتخابات أو المشاركة في حملات الدعاية للمرشحين أو استغلال المنبر في الدعاية السياسية للمرشحين، مهددا بالاستبعاد لأن العمل بالدعوة إلى الله يحتاج إلى التفرغ التام وعدم خلط الدين بالسياسة. وقد أشاد الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بقرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المسجد، وقال، في تصريح ل"صدى البلد": "لا ينبغي لأحد من قادة الدعوة إلى الله تعالى أن يعمل في مجال السياسة، وذلك لأن العاملين في مجال الدعوة يجب أن يتفرغوا لها تماما وأن يعتبروها شغلهم الشاغل لأن هذا المجال ليس بالهين". وأضاف: "لا يليق بالعمل الدعوي الخاص بالإمام أو الداعية أن يكون على هامش العمل، فمثلا العاملون بالمجال السياسي فهى شغلهم الشاغل ليل نهار، ومن ثم لا يوجد لديهم وقت بجوار عملهم لممارسة الدعوة إلى الله". وأكد إدريس أن "العامل في مجال الدعوة ليس أمامه خيار آخر، فإما أن يختار الدعوة إلى الله أو العمل بالسياسة". بينما وصف الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقا، قرار وزير الأوقاف بأنه "قرار حكيم". وقال عبد الجليل، في تصريح ل"صدى البلد"، إنه "من المؤسف أن تكون هناك قيادة دينية تدعو إلى الله تعالى وتترشح في الانتخابات لأنه وبشكل أوضح سيستغل الخطاب الديني بشكل مباشر وغير مباشر لخدمة أغراضه السياسية، فبالتالي قرار منعه من الترشح أفضل". وأضاف عبد الجليل أنه "لا يستطيع أي شخص مهما كانت مكانته الدعوية أن يخوض العمل السياسي دون أن يخلط الدين بالسياسة، ولذا أطالب رجال الدين الراغبين في العمل السياسي، إما أن يستقيل من منصبه أو يحصل على إجازة بدون راتب". بينما انتقد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، قرار جمعة قائلا: "من حق وزير الأوقاف اتخاذ قرارات يصلح بها منظومة الوزارة التي يرأسها فقط، ولكن لا يحق له اتخاذ قرارات من شأنها التحكم في المسائل الشخصية للإمام أو حرمانه من ممارسة حق أصيل كفله له الدستور". وأضاف الأطرش، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن "الإمام أو القيادة بوزارة الأوقاف من حقه الترشح في الانتخابات البرلمانية ومن حقه ممارسة عمله السياسي كسائر المواطنين". وتابع: "إذا كان وزير الأوقاف هدفه منع استخدام المنابر في السياسة أو الدعاية الانتخابية فهذا حقه وله أن يمنع ذلك ولكن ليس بالاستبعاد". وأشار إلى أنه "يمكن ذلك بمنح الإمام أو القيادة المرشحة في الانتخابات إجازة بدون راتب يعود بعدها إلى منصبه أو وظيفته حال إخفاقه".