قال الكاتب الأمريكي أندريه جيه باسيفيتش إن تشاك هاجل فشل بالفعل حتى قبل اليوم الأول له في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.. ورأى أن عدم رؤية هاجل لهذا المصير أمر يثير التساؤلات. ونوه باسيفيتش -في مقال نشرته صحيفة (نيويورك ديلي نيوز)- بأن تشاك هاجل كان دائما ممثلا لفكرة "لا مزيد من التجارب الشبيهة بفيتنام". غير أنه عندما تولى منصبه كوزير للدفاع عام 2013، كانت أمريكا غارقة لأذنيها في فيتنام أخرى.. إسمها الأكثر مناسبة، وإن لم تعترف به واشنطن بعد، هو "حرب أمريكا من أجل الشرق الأوسط الكبير". ورأى أن هذا الجهد الأمريكي الضائع عبر استخدام القوة العسكرية الأمريكية لعلاج ما تشتكي منه أجزاء شاسعة من العالم الإسلامي بات بمثابة المستنقع الأخير. وعاد باسيفيتش، الذي يعمل أستاذا للتاريخ والعلاقات الدولية، بالأذهان إلى عام 2009، راصدا دعوات الرئيس باراك أوباما إلى انتشال أمريكا من الحرب من أجل الشرق الأوسط الكبير.. وانتقل باسيفتيش إلى الوقت الراهن 2014، راصدا كيف تخلى أوباما عن محاولاته الحالمة حتى وإن لم يعترف علنيا بفشله. وقال الكاتب إن إدارة أوباما لم تعد تحاول انتشال أمريكا مما هي فيه، وأنها قبلت انغماس الأمريكيين في هذا الوضع وكفت عن محاولات البحث عن واقع بديل. وقال باسيفيتش إنه ما لبث أن أعلن أوباما نهاية الحرب في العراق مفتخرا بذلك حتى ظهر تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي المسمى ب " داعش" وهو ما استدعى حملة دولية تشارك فيها أمريكا بعدة آلاف من جنودها. وعلى الصعيد الأفغاني، نوه الكاتب عن تعهد أوباما بادئ ذي بدء بالانتصار في حرب أفغانستان، ثم إنهاء الانخراط الأمريكي بنهاية العام الجاري.. وقال باسيفيتش "ها نحن لم نفز بالحرب وسط مؤشرات متزايدة عن استمرار الانخراط العسكري الأمريكي حتى بعد تاريخ الانسحاب الذي حدده أوباما بنفسه". وقال باسيفيتش إن واشنطن ليس لديها الرغبة ولا الطاقة الخلاقة لكي تحدث تغييرا، علاوة على أن أوباما لم يعد لديه الكثير من الوقت في الرئاسة.. ومن ثمّ فإن أمريكا في حربها من أجل الشرق الأوسط الكبير ستواصل مهامها العبثية. وعليه، رأى صاحب المقال أن هاجل قد يكون نبيلا ومشرفا، لكنه منذ اليوم الأول لم يكن مناسبا تماما لمنصب وزير الدفاع.