حذر الكاتب الأمريكي أندرو جيه باسيفيتش من مغبة التدخل الغربي المباشر لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" أو "داعش" في العراق, وقال إنه لن يزيد الأمر إلا سوءا. ونوه في مقال نشرته مجلة (سبكتاتور) البريطانية عن دعوات نسبها لمتشددي اليمين وبعض الأصوات الليبرالية في الغرب, باستخدام القوة العسكرية لإلحاق الهزيمة بالدواعش والمتطرفين وإرساء نظام سياسي مستقر وإنساني بداية من العراق تمهيدا لتعميمه في العالم الإسلامي. ورأى باسيفيتش الذي يعمل أستاذا للتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن إن أصحاب هذه الدعوات أغفلوا حقيقة أن التدخل العسكري في صورة الاجتياح الأنجلو-أمريكي للعراق عام 2003 هو بعينه الذي فتح الباب أمام المتطرفين في المقام الأول. وقال باسيفتيش إن القوات الأمريكية والبريطانية زرعتا بذور الفوضى في مكان كان ينعم بالاستقرار, وما "داعش" أو "الدولة الإسلامية" إلا صورة لهذا التطرف في أقبح تجلياته. ولفت الكاتب إلى فشل السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي, عازيا هذا الفشل إلى عدد من الأسباب على رأسها عجز الإدارة الأمريكية عن توقع تطورات الأحداث المتسارعة والمفاجئة في مواقع كثيرة بالمنطقة ومن ثم السيطرة عليها. ورأى باسيفتيش أن أمريكا اليوم بقيادة باراك أوباما بصدد "قضمة جديدة لتفاحة العراق"; بعد ثلاثة وعشرين عاما من عملية عاصفة الصحراء في ظل جورج بوش الأب, وبعد أحد عشر عاما من اجتياح بغداد في عهد جورج بوش الإبن. ونوه صاحب المقال إلى أن دعاة استخدام القوة العسكرية بين الساسة الأمريكيين باتوا واثقين من انهيار جهود أوباما الرامية لوضع حد للحروب بالمنطقة, وأشار باسيفيتش إلى إعلان هيلاري كلينتون المرشحة لخوض سباق الرئاسة عن رغبتها في القيام بالمزيد من العمليات القوية, على سبيل المثال ضد نظام الأسد في سوريا. وسفه باسيفيتش هذه الدعوات, قائلا إنها تفتقر إلى الهدف الاستراتيجي الذي لا ينبغي القيام بعمل عسكري بدونه على غرار ما فعلت أمريكا على مدى نحو ربع قرن في العراق والشرق الأوسط ولم تثمر تدخلاتها عن شيء ذي قيمة. وقال إنه لا شك أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يمثل خطرا, لكن ليس على أمريكا وأوروبا.. إن القوى الإقليمية كالسعودية وتركيا وإيران أكثر عرضة لهذا الخطر كما أنها أفضل تمركزا للتصدي له.. أما على صعيد تقديم المساعدة غير المباشرة فلا بأس في ذلك من جانب أمريكا شريطة عدم التدخل المباشر.