يؤكد الكثيرون على وجود مخطط بين تنظيم الإخوان وحركة حماس وتركيا لنشر الفوضى المسلحة يوم 28 نوفمبر 2014، عن طريق الدفع بعناصر الإخوان فى المحافظات للتظاهر ونشر الفوضى فى البلاد. ومنذ اسقاط نظام الإخوان وأحداث الإرهاب لا تنقطع, منها اغتيال جنودنا فى سيناء، والاعتداء على المنشآت والقتل العشوائى بالتفجيرات. فالإخوان لا يعملون بما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام: "من قتل معاهدًا له ذمة الله وذمة رسوله حرم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا"، فقد اعتبر قتل أي إنسان من أهل الكتاب هو تعد على ذمة الله ورسوله، ومع ذلك يقتلون المسلمين وأهل الكتاب معاً. والواقع يكشف أن رغبة الإخوان في الحكم تجعلهم لا يهتمون بمن يتم قتله، فالأهم هو الوصول للحكم، حتى لو كان عن طريق إثارة الفتنة. وتأتى الفتنة في القرآن بمعنى الإكراه أو الاضطهاد، فقد كان كفار قريش يضطهدون المؤمنين ليردوهم عن الدين: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ..) البقرة 191، ولذلك يجب قتالهم حتى ينتهوا عن اضطهاد المؤمنين وفتنتهم في دينهم: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ..) البقرة 193. وكما يتعاون الكافرون فى إثارة الفتنة، فعلى المؤمنين أن يتعاونوا فى منع حدوث الفتنة حتى لا ينتشر الفساد: (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) الأنفال 73. قال تعالى عن منافقي المدينة فى غزوة الخندق: (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا) الأحزاب 14، فالمنافقون يسارعون في الكفر إذا انتصر الكافرون، فإذا انتصر المؤمنون سارعوا في الإيمان: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) العنكبوت 10، فإذا وقع على بعضهم أذى سارعوا باستغلاله دعائياً وتاجروا به كما يفعل ذلك الإخوان بعد تعرضهم للاضطهاد بسبب صراعهم للوصول إلى الحكم، ولو وصلوا للحكم سيضطهدون المنافسين لهم سياسياً. وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى الخداع، والنبى عليه الصلاة والسلام يحذره تعالى من خداع المخادعين: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ) المائدة 49، ويوم القيامة سيقول المؤمنون للمنافقين: (.. وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ..) الحديد 14، أي خدعتم أنفسكم، ويوم القيامة سيحلف المشركون أنهم ما كانوا مشركين: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ. ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ. انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) الأنعام 22-24، وهم بفتنتهم لأنفسهم وكذبهم يخدعون أنفسهم. لقد تم نشر فكر الإخوان المتطرف منذ ما يقرب من 40 سنة من خلال المساجد والإعلام، فنشأت أجيال متطرفة تحتاج إلى سنوات لإصلاح فكرها. ولذلك فعلى الدولة أن تعمل على إصلاح وعي المجتمع، والتأكيد على حقوق الإنسان وحقوق المواطنة، وتأكيد الحق فى حرية العقيدة وعدم السماح لأحد بالطعن في عقائد الأخرين، وأيضاً القيام بمراجعة علمية للفكر الديني وفتاواه ومفاهيمه، لنشر ثقافة التسامح الإسلامى والتي ستكون عاملاً مؤثراً في منع إثارة الفتن.