ذكرت صحيفة "ميلليت" التركية اليوم، الجمعة، أن الدبلوماسية الإقليمية اكتسبت زخما جديدا مرة أخرى، حيث تمثلت المحطة الأولى في انعقاد القمة العربية في بغداد والمحطة الثانية نتيجة مباحثات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع كبار المسئولين الإيرانيين في مقدمتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وأخيرا انعقاد قمة أصدقاء سوريا في اسطنبول الأحد المقبل، فيما تعيش تركيا مشكلات بالتطورات الثلاثة. ولخصت الصحيفة تلك المصاعب في رغبة أنقرة الاشتراك بالقمة العربية، ولكن رفضت على أساس أنها غير عربية، وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن طلب إيران رفض للسبب نفسه، وهذا يعني ليس موقف خاص متبع ضد تركيا، بيد أن رفض اشتراك تركيا بطبيعة الحال أدى إلى عدم ارتياح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، خاصة أنها البلد الأكثر نشاطا في المنطقة وفي الوقت الذي تعيش فيه سوريا تطورات خطيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن مصاعب أنقرة ليست جراء عدم اشتراكها بقمة بغداد فحسب، وإنما بسبب التصريحات المثيرة للقلق التي أدلى بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لصحيفة "وول ستريت جورنال" الذي أكد أن العراق ستظهر إمكانية وقوفها على قدميها تجاه القوى الإقليمية "المقصودة تركيا وإيران"، كما دعا هوشيار زيباري، سفيري كل من تركيا وإيران في بغداد وحذرهما بعدم التدخل في الشئون الداخلية للعراق. وأوضحت أن مصادقة بشار الأسد على خطة المبعوث الدولي كوفي أنان وضع تركيا بزاوية على عكس ما كانت تتوقع لها، وأن هذا التطور بدون أي شك دفع أنقرة إلى عدم الارتياح قبل تاريخ انعقاد قمة "أصدقاء سوريا" في اسطنبول بعد غد، الأحد. وبالنسبة للعلاقات مع إيران، قالت الصحيفة إن من السهل رؤية رسائل الود والصداقة الموجهة من طهرانلأنقرة أمام الكاميرات، ولكن ليس من الصعوبة أيضا أن نتوقع أن المباحثات شهدت مناقشات ساخنة وراء الكواليس.