اعتبرت صحيفة "ميلليت" التركية اليوم الثلاثاء أن منطقة الشرق الاوسط أصبحت "حديقة مليئة بالاشواك" بالنسبة لتركيا والتصريحات المناهضة للسياسة التركية في الآونة الاخيرة هي افضل دليل على ذلك. وقالت الصحيفة، في سياق تحليل لها، "لا نتحدث عن غضب انقرة تجاه التصريحات الواردة من إدارة طهران بصدد عدم ارتياحها من نصب انظمة الرادارات للدرع الصاروخي فحسب، وانما نرى ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ادلى بتصريحات لم تتوقعها أنقرة اثناء زيارته لواشنطن من خلال اشارته (الى ان تركيا تتدخل في شئوننا الداخلية من خلال دعم بعض الشخصيات والكتل السياسية في العراق". وأضافت الصحيفة "أن هذه التصريحات بالطبع تتناقض مع الصورة الايجابية التي ترغب خلقها حكومة العدالة نيابة عن تركيا، ولكن بهذه المناسبة نود الاشارة الى ان هناك أفكارا بدأت تنضج ببن العرب باتجاه ان تركيا تتدخل بشئون العرب". وأشارت إلى "أنه حسب المعلومات الواردة من الكواليس السياسية بأن جنوب قبرص اليونانية لم تعارض اشتراك تركيا في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي لمناقشة الشأن السوري وانما جاء الاعتراض من قبل الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بحجة تمثيل الموقف العربي بصوت واحد" . ومضت الصحيفة تقول "يبدو من ذلك ان مصر هي الاخرى منزعجة من تولي تركيا دورا في المنطقة والدليل على ذلك اعتراض نبيل العربي الشخصية السياسية المصرية على اشتراك تركيا في اجتماع بروكسل ونرى أن النموذج التركي غير مناسب لمصر، ونرى أن الاتهامات الواردة بحق تركيا بصدد تدخلها بالشأن السوري هي ليست جديدة ولم تطرح هذه الاتهامات من المسئولين السوريين فحسب، وانما اعرب المسئولون العراقيون والايرانيون عن سخطهم، حيث من المعلوم ان طهران وبغداد تتهمان انقرة بتقديم الدعم للمعارضين المسلحين في سوريا". وخلصت الصحيفة في تحليلها إلى أنه "بطبيعة الحال فإن انقرة تسعى لإقامة علاقات اقتصادية وسياسية جديدة مع اصدقاء جدد في المنطقة وهذا بالطبع امر إيجابي ولكن مما يلفت الانظار ان اصوات اولئك الذين يشكون من ضد تركيا بدأت تتعالى في منطقة الشرق الاوسط " .