أعربت الصحف الألمانية الصادرة اليوم، الجمعة، عن شكوكها فى جدية الرئيس السوري بشار الأسد في التوصل إلى حل سلمي وتحقيق الديمقراطية فى البلاد رغم موافقته على خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفى أنان، معتبرة أن السلام لا يزال بعيدا عن سوريا. فمن جانبها، قالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليوم، الجمعة: "إن التجربة التي يعيشها المجتمع الدولي حاليا مع سوريا تشبه تجربته منذ سنوات مع البرنامج النووي الإيراني، فالأنظمة متصلبة المواقف تخلق دائما وقائع جديدة وتهرع الدبلوماسية الدولية إلى مواكبتها، لأن الدبلوماسيين يميلون إلى اعتبار المسار السياسي ناجحا". وأضافت أن هذا ينطبق أيضا على خطة السلام التي اقترحها كوفي أنان، والتي قبلت بها الحكومة السورية بعد تردد طويل، مؤكدة أنه لا يمكن تصور أن النظام يريد تلبية شروط هذه الخطة على أرض الواقع، مشيرة إلى أنه إذا أراد المجتمع الدولي ألا يكون عرضة للسخرية مجددا فعليه رصد التزام النظام السوري بخطة أنان ومراقبة امتثاله لها. أما صحيفة "أوسنابروكار تسايتونج الجديدة"، فأشارت إلى أنه رغم موافقة الأسد على خطة أنان، فإن الجيش السوري مستمر فى إطلاق النار على المنشقين، مؤكدة أن وراء قبوله الظاهري بالخطة تكمن حسابات أخرى غير واضحة. وقالت "إن النقطة الأولى في خطة أنان تقضي بإشراك جميع الأطراف السورية في العملية السياسية، وربما تكون موافقته على الخطة لتوقعه أن المعارضة لن تشترك معه في أي محادثات، منوهة إلى أنه رغم الانقسام المستمر في صفوف المعارضة، إلا أنها متفقة على ضرورة تنحي الأسد عن الحكم". ومن ناحيتها، قالت صحيفة "مونشينار ميركور" الألمانية "إن أكبر نقطة ضعف لخطة السلام التي قدمها أنان هى أنه لم يتم فيها ذكر الرئيس بشار الأسد ولا الدعوة إلى التعجيل بنهاية السلطة المطلقة لعائلته، لافتة إلى أن هذا قد يكون هو ثمن عدم رفض كل من الصين وروسيا منذ البداية للخطة".