رأت صحيفة ال"اندبندنت" البريطانية اليوم أن مهمة كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية للأزمة السورية من أجل بدء محادثات سلام بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقوى المعارضة السورية قد باءت بالفشل. وقالت الصحيفة - في تعليق بموقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - "إنه بعد مرور يومين من اجتماعات متواصلة بين أنان ونشطاء من المعارضة السورية ممن شهدوا هول مجازر نظام الأسد ضد شعب سوريا، يغادر أنان "خالى الوفاض" دون التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الأزمة، مكتفيا فقط بالحديث عن مقترحات "ضعيفة" طرحها أمام الأسد دون أن يعطى الأخير موافقته عليها أو أن يفكر فيها بشكل جدي". وأوضحت أنه على العكس من ذلك، أبدى الأسد - الذي وصفته الصحيفة ب"القاتل" - رفضه التام لمناقشة حل سياسي للأزمة في بلاده بزعم أنه يتعين عليه تخليص البلاد مما أطلق عليها "جماعات إرهابية" والتي يحملها مسئولية إراقة الدماء، فيما رأى قادة المعارضة السورية أن الحوار مع نظام الأسد "غير وارد" في ظل مواصلة الحكومة السورية قمعها الوحشي للثوار السوريين والذين بلغ عدد قتلاهم حتى الآن ما يفوق 7500 قتيل. وأضافت الصحيفة "أن خيبة أمل أزاء عجز المجتمع الدولي الواضح أمام العنف الدائر في سوريا باتت قوية الآن، مؤكدة أن مجهودات أنان في هذا الصدد خير دليل على ذلك، مستشهدة في ذلك بما صرح به مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية حول صعوبة التوصل إلى حل بشأن الأزمة في سوريا في ظل رفض من قبل طرفي النزاع بدء مفاوضات سلام عاجلة". وأكدت صحيفة ال"اندبندنت" البريطانية أن ما يزيد الأوضاع سوء هو عدم المبالاة التي يبديها الرئيس السورى بشار الأسد أمام الضغوط الدولية التي تهدف إلى وضع حد للوحشية المتزايدة من قبل قواته ضد المتظاهرين.. فبينما كان يتحدث أنان عن بوادر انفراجة للأزمة وردت تقارير حول قصف مروحيات لمقعل الثوار في مدينة إدلب إضافة إلى استمرار الجيش النظامي فى قصفه لمدينة حمص. وأشارت إلى أن زيارة فاليري أموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية إلى سوريا لم تكن أفضل حالا، حيث اختتمت أموس زيارتها بالحديث عن تقدم محدود. ونوهت الصحيفة إلى أن خيار التدخل العسكري الدولي في سوريا لم يعد مطروحا، مشددة على أن الضغوط الدبلوماسية هى السبيل الوحيد المتاح الآن، وأن الجهود الدولية المبذولة لبدء محادثات سلام بين الجانبين تحتاج إلى مزيد من الإصرار والإلحاح. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم - "إنه على الرغم من مغادرة أنان للعاصمة السورية دمشق دون التوصل إلى اتفاق يضع نهاية للصراع الذي يدخل عامه الثاني، غير أنه لا يزال يعرب عن تفاؤل بشأن احتمالية إبرام اتفاق في هذا الشأن مع إقراره بوجود صعوبات". ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي مطلع على المحادثات قوله "إن الكرة الآن باتت في ملعب الأسد، مشيرا إلى أن أنان سيعمل حثيثا لإقناع أطياف المعارضة المنقسمة لتشكيل جبهة موحدة وتوحيد الصف فيما بينهم".