ذكرت صحيفة " فاينشيال تايمز" أن أحد اوجه التشابه بين الاطاحة بالرئيس البوركينى " كومباورى " والرئيس المصرى الاسبق" حسنى مبارك" هو تخلى فرنسا عن كومباورى كما تخلت امريكا عن مبارك . وأشارت إلى أهمية كل من كومباوري بالنسبة لفرنسا، ومبارك بالنسبة للولايات المتحدة وان ما آل إليه الوضع في النهاية هو تخلى الدولتين عن الرئيسين بعد أن أصبح نظاميهما ضعيفا وهشا. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي "سيباستيان سبيوجاربرا" أن هناك شبهًا بين سقوط كومباوري ومبارك وأنه رغم أن واشنطن كانت تعتمد على مبارك فى التوسط لحل النزاعات بمنطقة الشرق الأوسط الا انها تخلت عنه عندما اندلعت تظاهرات ضد نظامه. وأوضح أن الحال مشابه تماما بالنسبة للرئيس البوركيني المخلوع ؛ فعلى مدار سنوات طويلة كان كومباوري أحد أهم القادة الذين تعتمد عليهم فرنسا في حل الصراعات في منطقة غرب أفريقيا حينما كانت فى ستينات القرن الماضي مستعمرة فرنسية. وأضاف المحلل أن فرنسا كانت تدعم كومباوري ماليا وعسكريا وسياسيا ومخابراتيا فى هدوء مقابل تسوية القضايا بغرب أفريقيا. وتطرقت الصحيفة الى ان بعض المتظاهرين في بوركينا فاسو أطلقوا على احتجاجاتهم اسم "الربيع الأسود"، وذلك على غرار مظاهرات "الربيع العربي" التي أطاحت بمبارك في مصر. ونقلت فاينانشيال تايمز" البيان الذى اذيع فى محطة تلفزيونية محلية أنه : "من أجل الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية وعلى السلم الاجتماعي، أعلن فراغ السلطة تمهيدًا للبدء بفترة انتقالية تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يومًا". يشار الى أن "بليز كومباوري" الذي يحتل المرتبة السادسة في مدة الحكم بين قادة أفريقيا يعود إليه الفضل في وضع بلده الصغير الذي لا يملك منفذا على البحر في قلب الحياة الدبلوماسية الأفريقية عندما فرض نفسه كأحد أكبر الوسطاء في الأزمات التي تهز القارة؛ ويتمتع كومباوري بمكانة كبيرة في الخارج وخصوصا في فرنسا على الرغم من عمليات تهريب الأسلحة والألماس مع متمردي أنجولا وسيراليون التي تدينها الأممالمتحدة، وقربه من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي والليبيري تشارلز تايلور. يذكر ان الرئيس الفرنسي "فرنسوا أولاند" كان قد عرض علي " كومباورى" في أكتوبر الماضي دعمه لشغل منصب دولي إذا تخلى عن خططه الترشح مجددا للرئاسة ولكن مساعيه باءت بالفشل.