وصف رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا " ناصري" نتائج انتخابات تونس بالإنجاز الوطني الثوري .. معتبرا أنها تعبر عن تراجع التوجه الطائفي الحزبي. وقال شاتيلا في بيان صحفي اليوم: لقد كانت ثورة الشعب التونسي ضد الاستبداد ملهمة حينما أثبتت إن إرادة الشعب هي الأقوى، فدوافع الثورة كانت وطنية تجاه حكم تابع، وكانت اجتماعية تحررية في مواجهة الفساد والإقطاع المالي، وكانت ثورة الحرية بمواجهة احتكار الحزب الحاكم، وكان الشعب التونسي على الدوام متمسكاً بإيمانه الديني بلا عصبية وملتزماً عروبته، حيث شارك في قضايا العرب بفلسطين وغيرها وتجاوب مع النهج العروبي التحرري وأنشأ عشرات اللجان لمكافحة التطبيع مع العدو الإسرائيلي. وأضاف:لقد حاولت قوى طائفية في البداية الاستئثار بالحكم، فانتفض الشعب وتراجعت هذه الحركة، وكان لتراجعها فائدة لها ولمصلحة احترام التعددية السياسية الديمقراطية. وأشار إلى أن الانتخابات النيابية التي جرت بالأمس كانت سلمية ديمقراطية عبّرت عن تمسك التونسيين بالتغيير وبأسلوب ديمقراطي، فلا عنف ولا دماء ولا فوضى، باستثناء مجموعات التطرف المسلح المعزولة من جانب المجتمع، ولعب الجيش التونسي دوره الوطني في "احترام إرادة الشعب". وقال إننا نتقدم إلى السيد القائد السبسي رئيس نداء تونس بالتحيات الطيبة على هذا النجاح الكبير والفوز بإرادة أغلبية التونسيين، ونقدّر دور حزب النهضة ورئيسه في احترام إرادة الناس والاعتراف بالواقع الشعبي وتطلعاته، ونقدر دور العروبيين التونسيين الذين يطرحون برنامجاً وطنياً بأفق قومي عربي ونتمنى عليهم الانخراط في العملية السياسية لدفع المسيرة إلى الأمام. وأضاف أن أمام التونسيين تحديات كبرى اقتصادية وإنمائية وإصلاحات عاجلة، وأمامهم مشكلة الإرهاب، وكل ذلك يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل الاتحاد المغاربي والتعاون مع مصر العروبة، فالمشاكل الاقتصادية والأمنية لكل بلد عربي لا يمكن حلها إلاّ عبر التضامن العربي وليس بالاعتماد على الخارج الأجنبي الذي يتحرك وفق مصالحه ومشاريعه.