أكد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن مواجهة التطرف والاستعمار والصهيونية تتطلب العودة الى فكر عبد الناصر. وقال شاتيلا في بيان صحفي اليوم: في ذكرى رحيل القائد المعلم جمال عبد الناصر، تبقى مبادؤه حيّة، وتبقى أفكاره صالحة للمستقبل، وتبقى أحلامه محل التزام أحرار الأمة في الوحدة. وأضاف أنه في زمن عبد الناصر كانت العروبة الجامعة عند كل مكوّنات الامة هي الهوية الواحدة التي تعلو على العصبيات القطرية والطائفية والفئوية، وكان عنوان التحرر من الاستعمار قوة دافعة لوحدة الأحرار الذين حطموا الاستعمار الأوروبي في المنطقة خلال عشر سنوات. وتابع قائلا في زمن عبد الناصر تعلمت الامة التصنيع والتكنولوجيا والزراعة المتطورة، وتقدمت المدارس والجامعات، وكان الصراع سياسياً بين انفصاليين ووحدويين، بين اقطاعيين وبين معظم الشعب، بين اتباع الاستعمار وبين المتحررين المناضلين ضد الاستعمار. وكانت قضية فلسطين بعهد عبد الناصر في قلب الامة ونضالاتها ومعيار العلاقات مع كل العالم، وكان للعرب قوة وكلمة مسموعة في العالم بفعل الوحدة الشعبية العربية التي التزمت نهج عبد الناصر العروبي التحرري حتى أصبح الرجل القائد رمزاً لحركات التحرر في العالم الثالث. وأشار إلى أنه برغم وجود حركات طائفية وفئوية في الامة، فانها كانت ضعيفة خائرة أمام المد الجماهيري الكاسح للشعب العربي المقاوم. وقال إن المواجهة ضد التطرف والاستعمار والصهيونية تتطلب العودة الى فكر عبد الناصر الجامع، وإلى دعمه الواسع للازهر الشريف، إلى العروبة الجامعة، الى تحصين الوحدات الوطنية العربية، إلى قيام التكامل العربي الاتحادي، فالعصبية المذهبية لا يرد عليها بعصبية أخرى والطائفية لا تتراجع بالطائفية، والتقسيم لا يواجه بتقسيم آخر، ولن نردع أعداءنا بحروب بينية أو بالتحالف مع خصومنا، بل بالعودة الى روح الامة وإسقاط التناقضات الثانوية بين الناس. ودعا إلى العودة إلى تعزيز وتطوير الدولة الوطنية التي تعلو على العصبيات، ونشر فكرة المواطنة المتساوية والمشاركة الاهلية في القرار، فالوطنية هي العماد الاول للوحدة العربية، والجيوش الوطنية هي الحامية لوحدة الاوطان المطلوب تدميرها من جانب اعداء الامة. واختتم بيانه بالقول في ذكراك أيها القائد المعلم نستلهم القوة والارادة والعزيمة، فلقد علمتنا أن لا يأس مع الايمان، وعلمتنا الصمود في أحلك الظروف، وعلمتنا أن التضامن العربي بوجه أعداء الامة هو سبيل الخلاص، وأحرار الامة يحفظون دروسك جيداً وينقلونها للاجيال.. وستظل الرمز الملهم لكل شعوب العالم الثالث.