ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم الأربعاء، أن الإدارة الأمريكيةوإيران، اللتين دخلتا في مفاوضات نووية مباشرة وتواجهان تهديدا مشتركا من جانب عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي، اتجهتا نحو حالة فعالة من انفراج العلاقات خلال العام الماضي، وفقا لكبار المسؤولين الأمريكيين والعرب. ورأت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني نقلا عن مسئولين أمريكيين وعرب رفيعي المستوى، أن هذا التحول يمكن أن يغير بشكل جذري ميزان القوى في المنطقة ويهدد بتنفير الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تعتبران محورا للتحالف لمحاربة تنظيم (داعش)، ويرى زعماء العرب السنة" أن التهديد الذي تشكله إيران الشيعية مساويا أو يفوق الذي تمثله جماعة (داعش) السنية المتطرفة". وأضافت الصحيفة" أن إسرائيل تزعم أن الولاياتالمتحدة خففت شروط مفاوضاتها مع إيران وقللت من شأن الدور الذي تلعبه طهران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن على مدى العقد الماضي، خاضت واشنطنوطهران معارك ضارية على النفوذ والسلطة في العراقوسوريا ولبنان وأفغانستان أججتها مسألة إطاحة الولاياتالمتحدة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وثورات الربيع العربي التي بدأت في أواخر العام 2010 ، لكن مسئولين أمريكيين يؤكدون أن خيار العمل العسكري لا يزال مطروحا على الطاولة لإحباط البرنامج النووي الإيراني". وذكر المسئولون أن الأشهر الأخيرة قد بشرت بحدوث تغيير، حيث نما التوافق بين البلدين حيال مجموعة من القضايا، أهمها تشجيع التحولات السياسية السلمية في بغداد وكابول ومتابعة العمليات العسكرية ضد مقاتلي تنظيم (داعش) في العراقوسوريا. وتابعت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى قولهم" إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خففت أيضا بشكل ملحوظ موقف المواجهة تجاه أهم حلفاء إيران مثل حركة (حماس) وجماعة (حزب الله) اللبنانية حيث تفاوض دبلوماسيون أمريكيون، بينهم وزير الخارجية جون كيري، مع قادة حماس عبر وسطاء أتراك وقطريين أثناء محادثات وقف إطلاق النار في شهر يوليو الماضي التي كانت تستهدف إنهاء الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على إسرائيل". وبالنسبة للبنان، قال مسئولون أمريكيون ولبنانيون" إن وكالات المخابرات الأمريكية، أبلغت مرارا هيئات إنفاذ القانون اللبنانية المقربة من حزب الله عن تهديدات تتعرض لها الحكومة في بيروت من قبل جماعات سنية متطرفة، من بينها تنظيم القاعدة وجبهة النصرة التابعة له في سوريا".