يشهد المشهد السياسي المصرى حالة من الهيستريا والفوضى فى كل شيء فلا أحد يدرك حجم التحديات الداخلية والخارجية التى تمر بها الدولة المصرية بعد التخلص من سرطان الدولة الإخوانية فالجميع إما مرتبك يمارس العشوائية والتخبط فى كل شئ وإما يبحث عن مصالحة ومكاسب سياسية أو خاصة ولكن الازمة الحقيقية هى حالة الهستريا الاعلامية التى تشهدها مصر فلا قواعد ولا قوانين ولامبادئ حاكمة لقواعد المهنة فتحول الاعلامى مقدم البرنامج لرئيس جمهورية وقاضى وطبيب ومفكر وخبير وكل شئ يقول ما يشاء ويهاجم بشراسة من يريد ولا خطوط حمراء حتى الأمن القومى المصرى أصبح لاقيمة له فى قاموس هؤلاء المخربين فمن العار إطلاق لفظ إعلامى عليهم فكما تعلمنا أن الإعلام مهنة نقل الحقيقة والواقع للناس بلا تصيد أو مزايدة والأهم هو غياب الدور الحقيقي للاعلام وهو اعلام الناس للمشاركة فى رفع الوعى الثقافى والمجتمعى لحث الشعب للمشاركة فى صناعة المستقبل وتنمية الوطن. الرئيس السيسى فى جلساتة المتعددة مع رؤساء تحرير الصحف والاعلاميين طالبهم بالمشاركة فى تنمية الوطن عبر المشاركة الحقيقية فى رصدعلاج الواقع لرصد الأزمات وتسليط الضوء على كل الظواهر السلبية لعلاجها وتعظيم الايجابيات لنتحول لمجتمع منتج مزدهر ولكن العكس بعض الإعلاميين يتوهمون أن تمجيد الرئيس ومهاجمة كل من يعارضة او يحاول نقد سياساتة جريمة وخطيئة كبرى والرئيس ذاتة رفض ذلك فى منشور رئاسي صدر فى الأيام الماضية يطلب بالشفافية والوضوح وعدم المغالاة فى تأويل وتفسير تصريحات وحوارات الرئيس لأن الرجل يؤمن أن الوطن للجميع كلنا شركاء فى بناء وتنمية مصر. الكارثة الحقيقية المثيرة للإستغراب والتساؤل هى لغة خطاب بعض الإعلاميين والألفاظ التى تصل فى بعض الأحيان للتجريح والسب والقذف وألقاء التهم سواء على أفراد أو مؤسسات أو حتى دول لنا معها علاقات دبلوماسية فتلك التصرفات تضر الأمن القومى المصرى خارجيآ على الأقل والخطورة الأكبر هو حالة التخبط الحقيقي الإعلامية فى علاقات مصر الخارجية خصوصا حالة الهياج الإعلامية ضد بعض إخفاقات وتصرفات الإدارة الأمريكية مع مصر وكذلك قطر وكذلك تركيا وأثيوبيا وهنا لاندافع عن تلك الدول إن ساهمت فى الإضرار بالأمن القومى المصرى ولكن الخلافات بين الدول لها إستراتيجيات أخرى ووسائل ضغط وخلافة فمثلآ الدعم الأمريكى للإخوان تراجع بعد التأكد من أن 30 يونيو ثورة شعبية ضد السرطان الاخوانى وبعد التيقن من أن الإخوان رعاة الارهاب والتطرف فى العالم وهاهى العلاقات الامريكية تعود بقوة وحصلت مصر على طائرات الأباتشى وأزمة سد النهضة فى طريقها للحل وقطر فى طريقها لتوطيد العلاقات مع مصر والقصد هو عدم التطرف والمغالاة فى الهجوم على الدول للحفاظ على الأمن القومى المصري وعلاقاتها الدولية. السلام الإجتماعى والحفاظ على النسيج المجتمعى المصرى غائب عن كثير من الإعلاميين خصوصا فى القضايا المتعلقة بأزمات وصراعات الحراك السياسي الدائر فى مصر كلها فمثلا بدلا من أن نتسائل لماذا وقع قطاع من شباب مصر فى براثن الاخوان وأصبحوا وقودها فى حربها لتدمير مصر وبدلا من أن نحاسب الوزارات المقصرة فى ذلك نرى العجب فى تغطية بعض القنوات لما يحدث فى الجامعات فالجميع يعلم أن ساحات الجامعات هى أرض المعركة الأخيرة للحرب الاخوانية لتدمير الدولة المصرية وبدلا من إحتواء الشباب ومحاولة خلق حالة حوار معهم نرى البعض يطالب بفصلهم وحبسهم والبعض تطرف وطالب بنزول القوات الخاصة للقضاء على تلك التصرفات المشينة لبعض الشباب ضحايا الفكر الإخوانى والبعض تطرف وطالب بتأجيل العام الدراسى والسؤال هنا هل يدركون تداعيات إستخدام العنف مع هؤلاء الشباب وهل يدركون ان العنف سوف يجعلهم قنابل موقوتة تنفجر فى وجة المجتمع فنرجوا من كل صاحب نافذة اعلامية إشاعة السلام الاجتماعى والحب واعلاء قيمة الحوار للمشاركة فى عبور مصر نحو المستقبل . الاعلام الذى لايشارك فى عمليات التنمية جاهل مخرب لاقيمة له والبعض يدخل المصريين فى قضايا وهمية مثل حرب الفتاوى والتصريحات الدينية غير المسئولة مثل عيد الاضحى مذبحة بشرية وأن سينا ابراهيم علية السلام ليس نبى وحوارات إبراهيم عيسى المثيرة للغرابة فى الجانب الدينى فهل هذا اعلام. فى النهاية المشهد الاعلامى المصرى منفلت غير منضبط لعدم إدراك الكثيرين تحديات وخطورة المرحلة التى تمر بها مصر والأهم هو عدم تقدير بعضهم للحرية والأخطر هو غياب البعد الوطنى والاعلام التنموى ويظل السؤال قائمآ متى ينضبط الإعلام المصرى ؟ [email protected]