اكد وزير الصحة في حكومة غزة باسم نعيم اليوم، الأحد، إن المتبقي من مخزون الوقود لدى وزارته يبلغ نسبته 18%، موضحا أن معظم هذه النسبة كميات راسبة لايمكن استخدامها، وبقى ثلاثة أيام قبل النفاد الكامل لكميات السولار التي تشغل مولدات الكهرباء. وقال نعيم خلال مؤتمر صحفي، إن المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون اليوم أشد حلقات الحصار والمفروض منذ ستة أعوام. واضاف: "جميع خدماتنا الصحية اليوم أمام مصير لا يمكن لأحد أن يتوقع ما ستؤول اليه الأمور خلال الساعات المقبلة جراء تفاقم أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء المستمر لأكثر من 12 ساعة يوميا". وأشار إلى اعتماد الأقسام الحيوية بالمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية على المولدات الكهربائية لتشغيل الأجهزة، مبينا أن هذه الخطوة تعد كارثة بأن تجرى المستشفيات العمليات الكبرى أو تقدم خدمات العناية المركزة وغسيل الكلى وغيرها على الطاقة الضئيلة التي تولدها المولدات الكهربائية. وحذر باسم نعيم من أن أي خلل في تلك المولدات أو غياب الوقود في أي لحظة أو حدوث خلل في الأجهزة سنقف أمام كارثة حقيقية لا يحمد عقباها. وردا على سؤال حول ما أعلنته وزارة الصحة في رام الله بأنه تم ارسال شاحنات من الأدوية لقطاع غزة، قال نعيم "ان الارقام هى الكفيلة بالتأكيد أو النفي"، مشيرا الى أن عدد شاحنات الأدوية التي وصلت القطاع في 2011 في الاجمالي لا تتجاوز 30% مما هو مرصود لقطاع غزة. وأضاف: "إنه عند تأزم الأمور وموت بعض المرضى ووجود ضغط من مؤسسات دولية، ستضطر صحة رام الله الى ارسال شحنة لذر الرماد في العيون وتنفيس الأزمة". واوضح أنه عند الحديث عن تفاصيل الأدوية القادمة من رام الله نجد أن ما يرسل نحتاج منه فقط 29 صنفا والباقي لا يحتاجه القطاع مثل حبوب منع الحمل. وأعرب وزير الصحة في حكومة غزة عن أمله في إبعاد الملف الصحي عن التجاذبات السياسية، مشيرا الى أن اتهامات صحة رام الله بوجود مخزون من الأدوية بغزة غير صحيح. وأكد جاهزية وزارته لأن تفتح مخازنها لأي جهة تريد التأكد من صدق ما يعلن عن نقص حاد في الادوية والمستلزمات الطبية. وقال: "هناك قرار سياسي من رام الله بالضغط على غزة من خلال احتياجاتهم الصحية". وأشار الى أن مستشفيات قطاع غزة تعاني من نقص في 186 صنفا من الدواء و155 مستهلكا طبيا رصيده صفر. واضاف أن مستشفيات القطاع تعاني كارثة انسانية لأن مجرد العمل داخل المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية اعتمادا على التيار الكهربائي من خلال مولدات هو بحد ذاته خطر كبير على حياة الناس لأنه عند تعطل المولد بانتهاء كميات السولار يعني هذا الموت للمريض.