أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام تنصيب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا للجمهورية اللبنانية. جاء ذلك في حفل تنصيب كبير أقيم مساء اليوم في مسجد محمد الأمين ببيروت بحضور وفد مصري برئاسة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام وعضوية وكيل الأزهر الشريف عباس شومان والقائم بالأعمال المصري في لبنان خالد أنيس قنصل مصر العام في لبنان شريف البحراوي . ويأتي تنصيب دريان تتويجا للمبادرة المصرية التي قادها القنصل المصري شريف البحراوي والتي أفضت إلى حل أزمة دار الإفتاء اللبنانية بعد أن كادت الطائفة السنية تتعرض للانقسام جراء المخاوف من وصول الخلاف إلى حد انتخاب مفتيين . وأكد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في كلمة له في حفل التنصيب أن الإسلام دين المحبة والتسامح يتعرض اليوم لهجمة من جماعات تكفيرية ظلامية تعيث فسادًا في الأرض تقتل وتشرد الأطفال والنساء وتشرد الجماعات وفرض ممارسات وأنماط عيش في أماكن سيطرتها لا يقبلها دين أو عقل. وقال إن هذه الجماعات التي تستغل ضعاف النفوس باسم الإسلام وصلت شرورها إلى لبنان والي بلدة عرسال واختطفت العسكريين اللبنانيين. وأضاف "إننا لن نستكين قبل ان نعيد هؤلاء العسكريين الى اهلهم انه دين على الوطن .. إننا في الحكومة نواجه ظاهرة الإرهاب بكل ما أوتينا وقواتنا المسلحة من جيش وقوى أمنية تقوم بواجباتها ولكن المسئولية الأكبر هي محاربة هذا الوجه التكفيري و المسؤولية الأولى تقع على دار الفتوى التي تتوالى الإرشاد على منابر المساجد وعبر وسائل الإعلام الذي يجب أن تنشر الدين بشكل سليم". وتابع أن المجتمع الإسلامي يتطلع بثقة تامة إلى هذه الدار الكبيرة (دار الفتوي اللبنانية) آملا تعزيز مؤسساتها. واستكمل قائلا إن الإنظار تتجه إلى دار الفتوى اللبنانية على المستوى الوطني استكمالا للدور الديني داخل الطائفة السنية أو في مواقفها المتقدمة من الحوار الإسلامي المسيحي وسعيها لتواصل أبواب الحوار مفتوحة مع الجميع. وقال سلام: إنه يوم مبارك نلتقي فيه على الخير لنتوج الإنجاز الذي تحقق في دار الفتوى بقيام المجلس الإسلامي باختيار الشيخ دريان مفتي للجمهورية اللبنانية خلفا للشيخ محمد رشيد قباني الذي نوجه له التحية والتقدير على جهوده في منصب دار الإفتاء.. كما نوجه التحية للمفتي دريان في مهمته الجديدة التي نعلم أنه أهل لها ونتوجه بالشكر الجزيل أيضًا إلى كل أصحاب المساعي الخيرة الذين سعوا لإنجاز تسهيل المهمة في دار الفتوى وانتخاب المفتي. وأشار سلام إلى أن "هذه المنطقة من العالم التي هي منشأ الحضارة الإنسانية شهدت عبر مئات السنين تعايشا مسيحيا ملسمًا خلاقا وهذا التعايش يتعرض لضربة قاسمة عبر تهجير المسيحيين من ارضهم"، مشددًا على أن "المسيحيين اللبنانيين هم أصحاب الدار معهم صنع أباؤنا المؤسسون هذا الكيان ومعهم سنصنع مستقبله". وجدد سلام الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية المسيحي الماروني اليوم قبل الغد. وأشار إلى أن "العلاقات داخل الطائفة الإسلامية ليست في أفضل أحوالها"..مضيفًا "ليس خافيا على أحد أن احتدام التباينات السياسية فاق التوقعات". واستكمل " ندعو كل مسلم حريص على مجتمعه ووطنه إلى معالجة هذا الوضع المؤلم بقلب مفتوح لأن نقيض ذلك وبال على لبنان واللبنانيين إلى أي طائفة انتموا، كما ندعو إلى إجراء الاتصالات اللازمة لوضع خطة لنزع فتيل الصراع الطائفي". وأضاف سلام "إننا جميعا مسلمين ومسيحيين بكل مذاهبنا في شراكة حقيقية للحياة والمصير إما أن ننسجه معا أو لا نقوم لنا قائمة أو نسقط معا لا يمكن لأي فئة أن تنجز مشروعا خاصا بها لأنها ستفشل"، مشددا على أن "لا أمن لوطن يشعر بعض أبنائه باختلال امنهم ولا قيامة لوطن يشعر بعض أبنائه باختلال انتمائهم".