إن الروح الوطنية التي تملأ روحًا كروح البابا شنودة تأبى العزاء ممن يقتل شعبه ويهلك أطفاله ويرمل نساءه. تمنيت لو أن البابا يعزى في مثل هؤلاء الحكام مثل بشار سوريا وكل من يقتلون شعوبهم بلا رحمة ولا إنسانية. البابا الذي رفض أن يذهب إلى القدس بصحبة الراحل السادات بطل الحرب والسلام، وتحمل تبعات هذا الموقف، لكنه يتحمل أي شيء إلا الباطل والباطل هو إسرائيل. إن رجل العروبة الوطني الذي قال كلمته التاريخية "لن أذهب إلى الأقصى إلا وفى يميني شيخ الأزهر، والمسيحيون لن يدخلوا فلسطين إلا في يد إخوانهم المسلمين"، تأبى روحه عزاء ظالم لشعبه. وحينما تجددت هذه الدعوة مرة ثانية، وأرسلوا له وفدًا فرد عليهم قائلا: "لن أذهب إلى القدس، إلا وهي محررة، فلن أعطي جوازسفري للسفارة الإسرائيلية كي أحصل على تأشيرة دخول لفلسطين، فربنا يحرر فلسطين وفي مقدمتها القدس فنحن نعلم بأنهم (إسرائيل) يريدون إفراغ القدس من كل ما هو ليس يهوديًا، ونحن في الكنسية لنا مواقف واضحة جدًا تجاه القضية الفلسطينية، ومن هنا رفضنا زيارة الأراضي الفلسطينية بتأشيرة إسرائيلية، لأن في ذلك تطبيعًا، وأما دعم الشعب الفلسطيني فهم أشقاؤنا ودعمهم واجب علينا، فإن الانقسام يضعف الموقف الفلسطيني، ونحن في الكنيسة تواقون لوحدتكم، ففى الوحدة قوة، والوحدة ليست مطلوبة فقط على مستوى الفلسطينيين، بل العرب ليعملوا معًا من أجل فلسطين وقضايا الأمة المختلفة ومن دون خوف من ردة فعل إسرائيلية، فربنا يبارك في الوحدة ويعمل معها ويصبح الوصول للهدف بها أقرب فلولا إصرار الشعب الفلسطيني لانتهت القضية منذ فترة طويلة، ونحن نحيي صمود هذا الشعب، ونؤكد أن كل شبر في أرض فلسطين مقدس "وحول قرار إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي قال البابا شنودة "إن إبراهيم أبوالأنبياء وليس حكرًا على اليهود، ونحن في الكنسية القبطية نرفض هذه الأعمال وندين الاعتداء على المقدسات". بهذه الكلمات الخالدة سجل التاريخ موقفاً من مواقف الرجولة والعروبة بمثل صادق لزعيم روحي عربي، حريص على الشعوب العربية جميعًا، هل تقبل روحه عزاء قتلة شعوبهم، وهم سفاكو الدماء، مفرقو الشعوب، نرفض عزاءك بشار. إنها كلمات مضيئة من نور الحرية والرجولة والعروبة والنخوة،.. أتعلم عنها شيئاً؟ إنها من مبادئ البابا شنودة التي نعزى أنفسنا برحيلها لكن سلوانا أنها روح حرص عليها القاصي والداني أحبت الجميع فأحبها الجميع. لذلك نرفض عزاء بشار الملوث بدماء شعبه.. نسائه.. أطفاله.. رجاله. أطفال مسلمي مصر الذين يبكون البابا يرفضون عزاءك بشار، لأنهم رأوا أطفالاً مثلهم قتلى فتساءلوا.. أهناك غير إسرائيل يقتل الأطفال؟ فعرفوك بشار.. فنادوا إنه الجزار.. قاتل الأطفال. فهم لا يقبلون عزاء قلوب تحجرت على شعوبها، فقتلتهم، فما بالك بمسيحها. نساء مصر يرفضن عزاءك، بعدما رأون أراملك يبكين على أحبابهم، فتساءلن؟ فأجابهن الأطفال.. ألا تعرفن إنه الجزار؟ بكل أسى وحزن مصر، تنعى بصدق خالص ابنها البار لشعبها وشعوب العالم العربي والعالم روح المحبة والسلام البابا شنودة. [email protected] [email protected]