لأن الدنيا من حولنا قد أصبحت سداحاً مداحاً .. ولأن الساحة المصرية قد تحولت إلى مولد وصاحبه غايب .. ولأن الكل يريد أن يلعب لعبة السياسة .. ويجلس على كرسى القيادة .. مادام الباب قد أصبح مفتوحاً على مصرعيه .. أمام كل أطياف الشعب وكل من يريد ان يجرب حظه فى سيرك السياسة المصرية الذى فتح أبوابه هذه الايام حتى ان نحو 300 مرشح تقدموا إلى كرسى رياسة الجمهورية فى أول يومين فقد تقدم "ميلص "صاحب مسمط الفشة والبمبار و الكوارع ولحمة الرأس المشهور فى درب سعادة بالدرب الأحمر .. وابن عمه شلاطة المغنواتى الشهير فى الافراح والليالى الملاح .. وابن خالتهما شعبان أفندى الحاصل على ابتدائية قديمة من أيام الملك فؤاد الأول والتى يحصل الناجح فيها على لقب أفندى .. إلى مكتب رئيس هيئة الانتخابات وسحبوا ثلاث استمارات ترشيح لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر والذى خلى بخلع الثوار للمخلوع الراقد على ظهره دائماً وابدا فى محبسه فى مستشفى الخمس نجوم على طريق الاسماعيلية الصحراوى أو فى جلسات محكمة الشعب .. وانتظاراً لحكم العدالة فيه وفى اعماله السوداء هو وزبانيته بعد نحو شهرين من الآن .. وقد أسعدنى زمانى وجلست إلى رؤساء مصر الجدد .. إذا قدر لأحدهم النجاح والفلاح والفوز بكرسى الرياسة وهل هناك أروع ولا أعظم من كرسى رئيس جمهورية مصر فى هذا الزمان.. واستحقت وبعد جمع عينة من أهل مصر الغلابة المطحونين .. لنتعرف على أحدث طرق إدارة حكم مصر بعيد عن الغش والخداع والفساد والقهر والظلم المبين الذى عاشه أهل مصر تحت حكم أخر الفراعين . و ماذا هم فاعلون اذا قدر لاحدهم الفوز فى سياق الوصول الى القصر الجمهورى ؟ قال لى المعلم ميلص وهو يختال امامى عظمة وكبراً فى جلباية الكشمير والكوفية الصوف فوق كتفه الايسر : اول حاجة هعملها لو بقيت ريس مصر كلها .. ان كل واحد فى مصر ياكل لحمه بعد ارخصها و يبقى الكيلو بعشرين جنيه بس .. و حافظا على طوابير العيش اللى هيوصل البيوت كل الصبح زى زمان .. مع انبوبة البوتاجاز .. الواحدة بعشرة جنيه بس توصل للمنازل .. لازم المواطن المصرى يشعر فى عهدى بأن كل شىء متاح و كل شىء رخيص و كل شىء سهل و قال لى شلاطة الغارق لشوشته فى عالم الطرب و المطربين : سأجعل الفن فى متناول الجميع .. و ساجعل الزواج فى مصر جماعياً فى حفلات لاتكلف العروسين و لا ملين واحد .. و ساوفر شققاً للعرايس و عملا للعريس فقط .. و اما العروس فان مكانها البيت لتربى جيلا طيب الاعراق ! و قال لى شعبان أفندى كما تقول عادة الابتدائية القديم التى حصل عليها ايام الملكية : التعليم هو قضيتى .. تعليم مجانى من الابتدائى الى الجامعة + وظيفة لكل خريج .. و الا على الاقل الحد ما الاقيله وظيفة .. و لازم ننصف المدرسين اللى انا منهم .. و مافيش مظاهرات و لا اعتصامات بعد و ميدان التحرير سوف أحوله اذا نجحت ان شاء الله الى متحف كبير ...قول ان شاء الله قلت : ان شاء الله يا عم شعبان من منكم ايها السادة يريد ان يصبح مثل ميلص و شعبان و شلاطة ... فليتفضل و الكرسى خالٍ حتى أشعار آخر ؟ نقلا عن الاخبار