أثار تصريح نجل الدكتور عمر عبد الرحمن المواطن المصري المُحتجز في السجون الأمريكية دهشة الإسلاميين في مصر بعد أن اتهمهم بالتقصير والتخلي عن قضية والده في ظل انشغالهم بالتغيير الذي طرأ على الساحة السياسية في مصر . حيث أبدى الدكتور ناجح ابراهيم ، القيادي البارز في الجماعة الإسلامية ، أسفه لتصريح نجل الشيخ عمر عبد الرحمن المصري بتخلي الإسلاميين عن والده في محنته، لافتاً إلى أن هذا التصريح جديد قديم و لم تكن المرة الأولى التي يصرح فيها بذلك. وأكّد ابراهيم بأن الجماعة الإسلامية لا تملك من أمرها شيئاً سوى المؤازرة باللسان و القلب و حضور المؤتمرات ، وهو كل ما يستطيع أن يقدمه أي انسان لا يمتلك القرار، موضحاً أن الإسلاميين وقفوا من قبل و تصدوا للقضية و لكن لم تأت بنتائج ، و هذا لا يعني تخليهم عن القضية . و أضاف ابراهيم أنه لو كان وجه اللوم إلى الإسلاميين السياسيين ، أو الحكومة أوالعسكري أو لجنة الشئون الخارجية في البرلمان ، لكان الأمر مقبولاً أكثر من ذلك ، حيث ان هؤلاء هم من بيدهم القرار و الضغط، مشيراً إلى أن مشكلة الشيخ عبد الرحمن تكمن في وجود الطرف الأمريكي ، و هو ما يجعلها بحاجة لمجهودات كبيرة لحلّها . من جانبه أكد الدكتور طارق الزمر أحد قادة حزب البناء والتنمية أن الجماعة الإسلامية لم ولن تتخلي عن قضية الدكتور عمر عبد الرحمن ، مشيرا إلي أن تلك القضية علي رأس أولويات الجماعة , معبرا عن اندهاشه من تصريح نجل الدكتور والذي أشار فيه إلي تخلي الجماعة عن والده ، مؤكدا أن الدكتور عبدالرحمن هو الزعيم الفعلي للجماعة. وقال الزمر ل"صدي البلد" إن قيادات الجماعة وحزب البناء والتنمية لم يقصروا يوما ولم يدخروا جهدا في تلك القضية والتي اعتبرها انها قضية حياة او موت , موضحا أن الحزب من خلال قياداته فى تواصل مستمر مع وزارة الخارجية بالإضافة الي ان الهيئة البرلمانية للحزب تضغط وبكل السبل علي البرلمان للإسراع في الإفراج عن عبد الرحمن ، مشيرا الي انة تم اللجوء الي الإعلام الدولي لمخاطبة الإدارة الأمريكية للإفراج عنه. وأوضح أن ما صرح به نجل الدكتور عبد الرحمن ناتج للشعور بالأزمة التي يمر بها الشيخ ، مؤكدا أنه شعور إنسانى من ابن لوالده ، مطالبا بضرورة التماس العذر له ولباقي إخوته. كما أكد الدكتور حسام ابو البخاري، المتحدث الإعلامي لائتلاف دعم المسلمين الجدد،ان التيار الإسلامي لايبذل الجهد الكافي لاسترجاع الدكتور عمر عبد الرحمن من السجون الأمريكية . وأشار الي انهم لن ولم يتخلوا عن القضية التي تغاضي عنها النظام السابق نظرا لما لدي الشيخ عبد الرحمن الكثير من الأسرار التي تدين النظام السابق. وأوضح ل"صدي البلد" أن القضية ليست فقط قضية التيار الإسلامي ولكنها قضية الوطن بأكمله، مشيرا الي أن عمر عبد الرحمن ليس رمزا للتيارالإسلامي فقط وإنما للوطن بأسره لأنه أستاذ جامعةومرب فاضل وتاريخه العلمي يشهد له بالوطنية. و طالب بعدم التخلي عن القضية لأن مواطن مصري يجب أن يحترم وأن تسعي الحكومة المصرية للإفراج عنه من السجون الأمريكية الظالمة علي حد وصفة. وأشار إلى ان تراجع جهد التيارالإسلامي المبذول في القضية نتيجة إيمان الكثير من عناصره بأنها تحتاج الي قرار سيادي من المجلس العسكري الذي وصفة بأنه متخاذل ومتواطئ مع الإدارة الأمريكية في الإفراج عنه. و ردّ محمود غزلان ، المتحدث الإعلامي عن جماعة الإخوان المسلمين ،على تصريح نجل الدكتور عمر ب "لاتعليق" ، مشيرا إلى أنه تصريح غيرمسئول ولايجب أن يخرج منه لأنه أكثر الأشخاص معرفة بما يفعله الإسلاميون من أجل الإفراج عن الدكتور عبد الرحمن، مضيفا أن مثل هذه التصريحات تثير الرأي العام وخاصة الإسلاميين المهتمين بالموضوع. من ناحية أخرى نفى سيد القاضي، النائب البرلماني عن دائرة الخانكة وعضو اللجنة العليا لحزب الحرية والعدالة، تصريحات نجل الشيخ عمر عبدالرحمن بتخلي الإسلاميين عن مناصرة قضية والده، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة تورطه في تفجيرات نيويورك 1993، مؤكدًا أن هذا الكلام عار من الصحة. وقال القاضي إنهم لم يتخلوا عن أي مواطن مصري مهما كانت صفته أو توجهه، مؤكدًا تأييد نواب الشعب للشيخ عمر عبدالرحمن والوقوف بجانبه، قائلا "من يدعي غير ذلك غير أمين علي مصلحة البلد"، مشيرًا إلى وقوفهم بجانب المظلومين كحق من حقوق الإنسانية. وأشار إلى الإجراءات التي اتخذتها لجنة حقوق الإنسان التابعة للبرلمان، لتحويل التوصيات لواقع عملى خاصة بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن، قائلاً "نسعى لحصول جميع المصريين بالخارج علي حقوقهم، فالسفراء لابد أن يتم اختيارهم ليكونوا معبرين عن الشعب، وليس موالين لفلان أو علان من الأشخاص".