طالب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جاكوب عميدرور اسرائيل بأن تقدم وتوسع نطاق المساعدات إلى الأردن في الحرب المحتملة ضد ما بات يعرف باسم تنظيم " داعش " على حدودها الشرقية، إذا طلبت مثل هذه المساعدة. وقال عميدرور- في تصريح له نقلته صحيفة /تايمز أوف اسرائيل/ اليوم الاثنين-‘إننا بحاجة لتقديم كل ما تحتاجه الأردن من مساعدة من أجل التغلب على المشاكل النامية على حدودها الشرقية'. وأضاف عميدرور..قائلا: إن الأردن قد تطلب في وقت قريب قدرا أكبر من المساعدة التي يمكنها الحصول عليها' من إسرائيل والولاياتالمتحدة في حربها ضد داعش. وتابع عميدرور.. قائلا: قلق الملك عبد الله بشأن هذا التهديد من الخارج قد يكون له بعض المبررات فقد نشر شريط فيديو على الانترنت في ابريل صور عددا من مقاتلي داعش الأردنيين، ومن بينهم طفل، يمزقون جوازات سفرهم ويهددون باغتيال ‘الطاغية'، على حسب قول الصحيفة. واستطرد عميدرور، الخبير الإسرائيلي بالسياسة الأردنية، قائلا إن احتمال انهيار الجيش الأردني في مواجهة داعش، مثل الجيش العراقي حتى الآن، منخفض للغاية .. مضيفا أن الوضع الأردني يختلف تماما عن العراقي'. بدوره، قال عساف ديفيد، زميل في معهد ترومان في الجامعة العبرية من أجل السلام والمنتدى الإقليمي من أجل التفكير في مقولة "ان الجيش الأردني في وضع أفضل بكثير. ويجب أن نضع في الاعتبار أن الأمريكيين دمروا الجيش العراقي عام 2003 كجزء من عملية اجتثاث البعث".. في اشارة الى تدبر دور حزب البعث في جهاز الدولة التالية التي أطاحت بصدام حسين، وهذا هو احد الأسباب الرئيسية لانهيار الجيش العراقي.' وأشار ديفيد إلى أن الجيش الأردني أفضل تدريبا وتسليحا من الجيش العراقي، وأنه يحصل على دعم إقليمي ودولي مستمر. وبحسب رأيه، فإن التسريب الذي نُشر في "ذا ديلي بيست"، هو محاولة منسقة من إسرائيل والولاياتالمتحدةوالأردن لإرسال رسالة إلى "داعش" بأنه "لن يعبث مع الأردن فقط، بل مع إسرائيل والولاياتالمتحدة أيضا". يذكر أن لداعش حسابا قديما مع المملكة الهاشمية - حسب الصحيفة - . فالإردن تعاونت مع الولاياتالمتحدة في جمع المعلومات الإستخباراتية التي أدت في يونيو 2006 إلى إستهداف وتصفية أبو مصعب الزرقاوي، وهو مواطن أردني كان يقود "القاعدة في العراق" ويُعتبر "الأب الروحي" لداعش. وأضاف ديفيد أن الأردن تعاملت تاريخيا بلين مع السلفية الجهادية من الداخل، وهي حقيقة تعود الآن لتطاردها. في وقت سابق من الشهر الحالي قامت بإطلاق سراح القائد السلفي أبو محمد المقدسي، وبرأت في الأسبوع الماضي الداعية المتطرف أبو قتادة من تهمة التخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي ضد "المدرسة الأمريكية" في عمان عام 1998، على حسب ما جاء في الصحيفة. وقال ديفيد إن "الأردن تغاضت عن الجهاديين لعدة سنوات"..مضيفا "أنها لم تشن حربا شاملة ضدهم، ولكن بدلا من ذلك حاربتهم بطريقة معقدة شملت محاولة إستمالة الجهاديين والحفاظ على قنوات مفتوحة معهم". وأضاف ديفيد إن الاردن ليست بمنأى عن "داعش" من الداخل. ومثل الكثير من الدول العربية، بذلت الأردن كل ما في وسعها لتضييق الخناق على الإخوان المسلمين الأكثر إعتدالا لتستيقظ على تهديد من السلفية الجهادية في اللحظة الأخيرة وفي نهاية المطاف، فإما أن تختار العمل مع المعارضة الإسلامية المعتدلة الواقعية التي تحترم قواعد اللعبة وإما عليك التعامل مع عدميين لا يؤمنون بشيء". ولكن اليوم، تتدفق موجة كبيرة من اللاجئين العراقيين على الأردن من الشرق وتشكل تهديدا أكبر من غزو عسكري لمنظمة "داعش" للمملكة، كما يقول ديفيد. وكان التيار الفكري الذي يمثل "داعش"، والمعروف بإسم "السلفية الجهادية" أو "الجهاد السلفي"، مصدر جذب أكبر للأردنيين الأصليين دائما؛ على خلاف الإخوان المسلمين الذين نجحوا في إستمالة السكان الفلسطينيين في المملكة، كما أشار ديفيد. وقال ديفيد أن حركة "الإخوان المسلمين في جوهرها هي حركة مناطق حضرية، في حين أن الجهادية السلفية مرتبطة أكثر بالضواحي والريف، وكذلك في مناطق حضرية محرومة". وفي "معان" أطلق المحتجون على أنفسهم إسم "فلوجة الأردن"، في إشارة إلى المدينة السنية في محافظة "الأنبار" في العراق حيث حصلت "داعش" على دعم شعبي. وعلى الرغم من أن الموجة الجهادية المماثلة لتلك التي تجري في العراق لا تزال بعيدة، قال ديفيد أنه "بالحكم على المشاعر المعادية للملكية في صفوف المناطق القبلية، فيوجد للأردن ما تخشاه".