الوضع الأمنيّ في العراق يفرض نفسه على الأوساط السياسية والعسكرية في الأردن فمع ورود أنباء عن سيطرة مسلّحين على مناطق حدودية مع المملكة تتزايد المخاوف من تمدّد داعش الى داخل الأردن. وصول داعش إلى حدود الأردن يثير مخاوفه الكثير من الدول قد لا تستطيع تحمل ما يتحمله الأردن من ضغوطات وتغيرات إقليمية تجري حوله. هي خلاصة المشهد في الأردن، فمع تسارع الأحداث في العراق وسيطرة مسلحي داعش على مناطق حدودية مع الأردن وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود ورسائل غربية، لعلّ أبرزها ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأردن في خطر. كلها مؤشرات إلى أن الوضع مقلق. أما في الداخل فيرى البعض أن المجتمع الأردني يضم بيئة مؤيدة لتنظيم داعش، هناك مقاتلون يقدرون بالآلاف يشاركون في الحرب الدائرة، ومسيرة في مدينة معان الجنوبية تؤيد داعش، كلها أسباب تستدعي الجميع للحيطة والحذر. أحزاب المعارضة بمختلف أطيافها تؤكد أن محاربة الدولة للإسلام المعتدل ومحاولتها إخراج تيارات على مزاجها، وتعويم تيارات أخرى، هو ما قد يؤسس لبيئة داعمة لداعش وغيرها. ويرى مراقبون أن على الأردن أن لا يقف إلى جانب أحد على حساب آخر في المسألة العراقية. بل يرون أن عليه اللجوء إلى لعب دور الوسيط لتجنيب نفسه آثار أزمة تزداد اشتعالاً من حوله. مصدر أردني: تعاون بين عمان وتل أبيب على خلفية الوضع في العراق في سياق متصل نقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي عن مصدر أردني أنه وعلى خلفية ما يحدث في العراق هناك تعاون جيد بين إسرائيل والأردن، ومن بين تلك الأمور مسألة تقوية "داعش" في العراق وسوريا، وأيضاً على خلفية وجود جهات راديكالية أخرى في الشرق الأوسط يعتبر الأردن وإسرائيل من ضمن أهدافها.المصدر الأردني أشار إلى "أن التعاون الأمني بين إسرائيل والأردن مستمر وعميق على خلفية الوضع"، مضيفاً أن "التطورات على الجانب الثاني من الحدود غير واضحة تماماً، لكن الجيش الأردني يتخذ كل الإجراءات اللازمة لإحباط أي تهديد قد يأتي من هذه المنطقة".وبحسب المصدر فإن "الأردن يجري محادثات مع جهات إقليمية لرؤية كيف يمكن حل الصراع السياسي في العراق"، معتبراً أن "المسألة ليست فقط مسألة تنظيم "داعش" إنما الوضع السياسي الآخذ بالتدهور".