حالة من الاستياء والقلق يعيشها تجار تعبئة المواد الغذائية وبدالو التموين بمحافظة الغربية؛ بسبب صدور قرار وزير التموين رقم 194 والذى يتيح إعطاء السكر بكميات كبيرة بسعر 495 قرشًا للسلاسل التجارية الكبرى، بينما شركات التعبئة التى توزع منتجها على البقالين الصغار فتحصل عليه بستة جنيهات، وهو ما يعطي ميزه تنافسية أكبر للسلاسل التجارية على حساب صغار البقالين. وقال محمد السيد جاد الله، تاجر تمويني: حينما يباع كيلو السكر من الحكومه بستة جنيهات فإن الحكومي وهي المحتكر الأكبر للسكر سوف تفرض على السوق بيع السكر بثمانية جنيهات على أقل تقدير، على اعتبار أن هناك تعبئة وربحية للبقال، إضافة إلى تكلفة الكهرباء والعمالة وأجر المحل وغيرها، والتي قد تصعد بالسعر إلى تسعة جنيهات، وهو ما يعني أن ننقل بيوتنا جميعًا بجوار الهيابر والسلاسل التجارية الكبرى؛ حتى نحصل على السكر المخفض بخمسة جنيهات. وناشد الوزير أن يعيد النظر في هذا القرار؛ حرصًا على الصالح العام. وأشار طارق الغنيمي، بائع، إلى مأساة أبناء المحافظة الذين يقفون في طوابير أمام المحلات الكبرى التي تعلن عن أسعار مخفضة للسكر؛ من أجل الشراء، وسط نشوب سلسلة من المشادات الكلامية والتراشق بالألفاظ بين الجانبين؛ لخلافات على أولوية الحصول على السلع وشرائها رغم الشكاوى المتكررة من العجز الكبير فى السلع الأساسية والضرورية بمحلات التموين، دون أي اهتمام من المسؤولين. وأكد يوسف زيد، أحد البقالين، وجود أزمة حقيقية في السكر والزيت التمويني عن شهر أغسطس، وأن الأزمة تصاعدت بشكل كبير خلال الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن "المشكلة في إيهام المسؤولين بالوزارة للناس بأن كل شيء متوفر، ولا توجد أي مشاكل، وفي النهاية تحملنا المشكلة بالصدام المستمر مع المواطنين؛ بسبب عدم صرف السلع التموينية في موعدها"، لافتًا إلى أن قرار الوزير ظالم. وأعرب محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، رفضه القاطع لقرار الوزير، مؤكدًا أن هذا القرار يفتقد للدراسة الميدانية وما ينتج عنه من خروج لصغار البقالين من المنافسة، ويمنع وصول السكر من خلالهم للقرى والأماكن التي تخلو من السلاسل التجارية، مشيرًا إلى أن البقالين يستحوذون على نسبة كبيرة من سوق التجزئة؛ مما يستحيل معه وصول السكر للأماكن الشعبية والقرى والغلابة الذين يفترض أن الدولة تستهدفهم بالرعاية والعناية. من جانبه طمأن اللواء السيد سعيد، السكرتير العام للمحافظة، المواطنين بوجود سلع تموينية وغذائية داخل المنافذ والمعارض التى أقامتها المحافظة؛ لمواجهة غلاء الأسعار، مناشدًا المواطنين شراء احتياجاتهم فقط، لافتًا إلى أنه سيتم فتح معارض جديدة بجميع مراكز ومدن المحافظة؛ لتغطية احتياجاتهم من جميع السلع، رافضًا التعليق على قرار الوزير. يذكر أن حالة من الغضب سيطرت على الآلاف من أبناء ومواطني الغربية؛ بسبب اختفاء السكر من محلات البقالة والجمعيات التعاونية على مستوى قرى ومدن المحافظة، وسط تجاهل المسؤولين التنفيذيين ومديرية التموين شكاوى المواطنين المتكررة لمكافحة محتكري بيع السلع، وهو ما أثار حفيظة المواطنين، ودفعهم إلى الوقوع في مافيا بيع السلع في الأسواق والسوداء وشرائها بأغلى من ثمنها.