حالة من الذعر انتابت عددًا كبيرًا من المواطنين بمحافظة السويس، عقب نشر البعض صورًا لأسماك «الصرع» وبها طفيلة داخل الخياشيم تسمى «قمل السمك»، واعتقد البعض أنها تتسبب في إصابة من يتناول الأسماك المصابة بها بالأمراض، وقد يصل الأمر للوفاة وسط تشبيهات ارتبطت بفيروسات وأوبئة باتت منتشرة حاليًّا، ومطالبات بتدخل أجهزة الدولة والاستدلال بعدد من الصفحات الإلكترونية والمواقع المتخصصة، الأمر الذي أدى إلى ضعف الإقبال عليها في أسواق السويس مع بداية موسم الصيد، خاصة عقب انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما علق الصيادون وبعض الأهالي بأن وجودها داخل خياشيم أسماك الصرع طبيعي، وتتعايش معها، ولا ضرر من تناولها. وقالت الدكتورة سحر مهني، أستاذ العلوم بمعهد علوم البحار والمصايد بالسويس: سمكة الصرع تختلف عن باقي الأسماك، حيث تتشابه مع أسماك المرجان المتواجدة في البحر الأحمر، وتعيش معها في الجوار، والكائن الطفيلي الذي ظهر بأسماك الصرع بمواقع التواصل الاجتماعي هو قمل سمك الصرع، ويتشابه مع قمل السمك الذي يظهر ببعض أسماك المزارع؛ نتيجة عدم النظافة وزيادة الطفيليات، خاصة بالمياه الراكدة والأقفاص السمكية، لكن بشكل مختلف، حيث تتعايش قملة سمك الصرع معها بشكل تام، وهذا الكائن له منفعة متبادلة مع السمكة، حيث إنه يتغذى على الفطريات وبواقي الأكل من السمكة، ويساعدها على التخلص من العوالق الضارة التي قد تزعج السمكة وتهدد صحتها، ولا توجد أي مشكلة في تواجدها. وأكدت أن «قمل السمك» اسمه العلمي «Argulus foliaceus»، وهو كائن طفيلي يصيب الأسماك بقرح والتهابات، تؤدي لتدمير وظائفها الحيوية، إلَّا أنه لا يؤدي لضرر الإنسان، وينتهي تأثيره بمجرد تعرض السمك للنار، حيث يتمثل خطره فقط على الأسماك، وهو يتشابه إلى حد كبير مع طفيل سمك الصرع مع الاختلاف في الوظائف. وتابعت أن اسم سمك الصرع له علاقة بقمل سمك الصرع، حيث إن وجوده بمنطقة الخياشيم يجعلها تقوم بحركات جنونية تشبه تشنجات الصرع. وتابعت أن الطبيعي عند شراء الأسماك الكشف على خياشيمها، ويجب أن تكون حمراء زاهية، ويجب تنظيف جسم وأحشاء الأسماك جيدًا وغسلها بالملح والخل، مع تعريضها لدرجة حرارة كافية؛ لقتل أي بكتيريا أو جراثيم عند طهي الأسماك، سواء مشوية أو مقلية. وقال أحمد سمير، تاجر أسماك: إن سمك الصرع يشبه كثيرًا سمك المرجان، وللأسف يبيعه العديد على أنه سمك مرجان للاستفادة بفارق السعر، حيث إن أسماك المرجان سعرها أضعاف أسماك الصرع، مشيرًا إلى أن الطفيلة المتواجدة بخياشيمها تتعايش معها، وأنهم اعتادوا على هذا منذ القدم، ولا يوجد أي ضرر منها، سواء على السمك أو على من يتناوله. وأضاف أنهم لا يبيعون أي أسماك ضارة، وبعيدًا عن الرقابة المستمرة على سوق السمك، فهم أصحاب محال ومقرات دائمة، ولا يستطيعون بيع أي سمك مريض؛ حتى لا يضر بسمعتهم، ويسبب لهم المشاكل، وأكد أن من يبيع أسماك غير معروفة أو سامة مثل القراض هم باعة «سريحة»، ولا يستقرون في مكان بعينه، ويتواجدون في مداخل ومخارج وأطراف الأسواق. فيما قال محمد إبراهيم، صياد: فوجئت بكم كبير من الأمراض التي زعم البعض أنها تنجم عن تناوله سمك الصرع، وهو أمر ينم عن جهل بهذا النوع، ولا علاقة له بأرض الواقع، حيث إننا نصطاد الصرع، ونعلم جيدًا أمر قمل الصرع الذي يعيش بالخياشيم، وهو غير ضار، وهو نوع من الأسماك يتغذى على الجمبري وبعض القشريات، ولحمه طيب جدًّا، ومن الأسماك المتواجدة في البحر الأحمر والخليج، وكل السوايسة الأصليين يعرفون جيدًا هذا السمك؛ كونه ينتشر في أسواق السويس منذ القدم. وأكد أن الشائعات التي انتشرت عن سمك الصرع تضر بالثروة السمكية وسوق السمك، وطالب بتدخل المسؤولين وتوضيح الأمر لهم؛ حتى لا يتركوا الشائعات التي يروجها المستفيدون من هذا الكساد. من جانبه أفاد اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، بأنه أرسل بمذكرة لمعهد علوم البحار والمصايد بالسويس ولمديرية التموين، وخاطب شيخ الصيادين بالسويس بكري أبو الحسن؛ لإرسال رد وافٍ بشأن أسماك الصرع والطفيل المتواجد بخياشيمها، خاصة بعد انتشار أنه يصيب من يتناوله بأمراض مختلفة، وأكد أن الردود الأولية أوضحت أنه أمر طبيعي وليس به أي ضرر، إلَّا أنه طالب برد رسمي عقب عقد لجنة لتوضيح الأمر للمواطنين.