رفعت بعض الجامعات شعار زيادة المصروفات مع استقبال العام الدراسي الجديد الذي يبدأ السبت المقبل. ورغم التصريحات السابقة لبعض رؤساء الجامعات بعدم المساس بمصروفات الطلاب أو أي تحركات نحو الزيادة، إلا أنها تبخرت في بعض الكليات مع توافد الطلاب لدفع المصروفات الدراسية، وهو ما يعد ضربًا للمجانية التي نص عليها الدستور. جاءت الزيادة في بعض كليات جامعة عين شمس بفارق 400 جنيه عن العام الماضي للطلاب الجدد، ووصلت إلى 500 جنيه لطلاب كلية الحقوق بنظامي الانتساب والانتظام، وكلية الألسن التي بلغت 800 جنيه، بعد أن كانت 300 العام الماضي، رغم أن الدستور ينص في المادة 19 على أن تتكفل الدولة بمجانية التعليم في مراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية، وفقًا للقانون. وفي جامعة القاهرة التي أعلن رئيسها دكتور جابر نصار بداية اغسطس الماضي عدم زيادة المصروفات الدراسية فى البرامج الخاصة للعام الجامعي المقبل 2016/2017، بقرار تم الإجماع عليه من مجلس الجامعة في جميع الكليات التي تضم برامج خاصة، فرضت الجامعة على الطلاب شراء الكتب، بعد أن أضافت سعرها للمصروفات الدراسية، لإجبارهم على شرائها، الأمر الذي اعتبره البعض عبئًا على الطلاب، بعد أن كانوا يستعينون بالكتب الخارجية لتناسبها مع الوضع المادي. وقال الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلوان، والمتحدث باسم مؤتمر 31 مارس لاستقلال الجامعات سابقًا، إن رفع المصروفات في بعض الكليات حتى ألف جنيه يحمل الأسر مزيدًا من الأعباء في ظروف لا تستدعي مصاريف إضافية على أولياء الأمور، وتشكل ضغطًا عليهم، مشيرًا إلى أن الجامعات تحاول من خلال تلك الزيادة تعويض نقص الميزانية على شكل مصروفات يتم اقتطاعها من الطلاب بدلًا من مطالبة رؤساء الجامعات وزير التعليم العالي باستيفاء ميزانية التعليم التي نص عليها الدستور. ورفض إلزام الجامعة للطلاب بشراء الكتب، لأننا لسنا في مدرسة، إذ من المفترض أن تعتمد الجامعات على مصادر ومناهج مفتوحة للطلاب، ولا تقتصر على الكتاب الجامعي. وأوضح أن زيادة المصروفات لا يتم إلا بموافقة مجلس الجامعة، ويقوم بعد الموافقة برفعها إلى المجلس الأعلى للجامعات للموافقة عليها، مؤكدًا أن رفع بعض الكليات للمصروفات من نفسها مخالف للقانون، إلا إن كان هناك ما يبرر ذلك من عمل برامج جديدة لبعض الكليات تستدعي رفع المصروفات الدراسية. وكسف أن الدولة في طريقها لرفع المجانية من خلال مساعدات بعض الأذرع الإعلامية عن طريق أمرين: الأول رفع المصروفات إلى أرقام فلكية تتقارب من مصروفات الجامعات الخاصة، والثاني اقتراح تقدم به المجلس التخصصي للتعليم التابع للرئاسة بتحميل الطالب الراسب جميع المصروفات الدراسية. وقال الدكتور محمد فوزي، الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن الزيادة في المصروفات جاءت في بعض الكليات بجامعة عين شمس، والتي تستقبل أعدادًا كبيرة من الطلاب، وهو ما يشير إلى أن الهدف تحصيل مبالغ مالية من هذه الكليات، ربما قد تكون لوضع برامج جديدة أو عمل أنشطة إضافية، مشددًا على أنه كان من المفترض أن يتم الإعلان عن ذلك، لا أن تتم الزيادة دون سبب معلن.