شن أهالي السويس حملة ضد المسؤولين بالمحافظة؛ لتجاهلهم علاج الفدائي محمود عواد، قائد منظمة سيناء العربية، والحاصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس السادات؛ لدوره بالمنظمة في العمليات الفدائية خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، بعد إصابة قدمه بانسداد في الشرايين؛ مما يهدد ببترها، مع عدم قدرته المادية على تحمل تكاليف العلاج، وانتظاره في طابور المرضى، الذي حدد له علاجًا بعد ثلاثة أشهر أو أكثر؛ مما تسبب في غضب أهالي السويس، خاصة بعد انتشار صور له على مواقع السوشيال ميديا وهو طريح الفراش؛ ما دعا الأهالى إلى شن حملة ضد المسؤولين الذين تجاهلوا بطلًا كبد العدو الصهيوني خسائر فادحة في العمليات الفدائية خلف خطوط العدو بسيناء عقب النكسة، كما أنه أول من أتى بأسير إسرائيلي وأول من رفع علم مصر بسيناء، قبل رفعه وقت عبور الجنود في حرب 73، وذلك في عملية فدائية قام بها بمفرده، رغم رفضها من القيادة في ذلك الوقت، فعبر بالعلم القناة عائمًا في أصعب الظروف، حيث كان جنود الاحتلال يستخدمون مكبرات الصوات والإضاءة؛ لإيهامنا أن هناك حركة مستمرة للدبابات والمجنزرات، وكان ممنوعًا على المقاتلين المصريين الاقتراب من القناة، لكن عواد عبر بالعلم، وتسلل، حتى اكتشف الخدعة، فحفر حفرة عميقة اسغرقت وقتًا طويلًا، حتى ثبت العلم جيدًا، ورفعه على الضفة الشرقية من القناة، ولم يكتفِ بهذا، بل جاء بأحد هذه الأجهزة، وسلمها إلى إدارة المخابرات الحربية، وتعاظم دوره. وأثناء حصار السويس يوم 24 أكتوبر عام 73، كان على رأس المطلوبين في إسرائيل بأي ثمن، وظلوا يلاحقونه، ولم ينالوا منه، ولكن المرض اليوم هو الذي نال منه، وتجاهله المسؤولون؛ ليحقق حلم الصهاينة في القضاء عليه. وقال أحمد النمر، أحد الداعمين للحملة، إنه حصل على صور الفدائي أثناء زيارته للاطمئنان عليه مع الفدائي سعيد، وفوجئ بمشهد قدمه المصابة، وتألم مع تألم قائد منظمة سيناء العربية، الذي رفض التصوير والتحدث في الأمر بدافع الكبرياء، وأنه لا يتسول العلاج. "ولكن دموعه وألمه هي ما دفعنا إلى مخالفة رأيه، وقررنا فضح المسؤولين، الذين أكدوا أنه يتم علاجة الآن بينما هو طريح الفراش مهدد ببتر قدمه". وتعجب النمر من إهانة رموزنا في السويس، لافتًا إلى أن علاجه يتكلف 15 ألف جنيه، لكنهم تركوه ينتظر الموت البطيء، خاصة أنه لا يوجد له مصدر دخل له سوى معاش ضئيل جدًّا لا يكفى أي شيء. وأكد أن تفاعل الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي جاء بشكل غير مسبوق وليس من السويس فقط أو مصر، بل جاء من كل أنحاء العالم، وهو ما دفع بعض الجهات إلى إبلاغنا بضرورة إزالة "البوست"؛ "حتى لا تتشفى فينا إسرائيل وأعداء الوطن!! ووعدن بالتحدث مع المسؤولين لعلاج الفدائي". وأكدت رشا بدر، أحد المشاركين في الحملة وأحد أبناء السويس، أن علاج الفدائي على نفقة الدولة لا ينهي الأمر؛ فعلاجه واجب عليها، ولكن يجب حساب المقصرين بتجاهله وإهماله، بل وإيجاد وسيلة لتوفير معاش لائق بقائد منظمة سيناء، الذى يعيش مهانًا آخر أيامه، وهو من صاحب البطولات وباقي الفدائيين في معركة 24 أكتوبر وحصار العدو الصهيوني للسويس لمدة 101 يوم، حيث تصدت المنظمة التي يقودها عواد مع أهالي السويس للعدو. وقال الدكتور محمود غنيم، إخصائي العلاج الطبيعي، إن الفدائي محمود عواد يحتاج إلى عملية عاجلة؛ لتسليك شريان بالقدم، مشددًا على أن تأخيرها يمثل خطورة عليه وعلى القدم ومدى كفاءتها، وأكد أن العملية لا يصلح إجراؤها في مستشفى السويس العام، وإنما في المستشفيات الخاصة والعسكرية، وأنها ستتكلف 15 ألف جنيه، بخلاف تكلفة الإقامة في المستشفى. وأكد أنه على علم بتجاهل المسؤولين، وحاول التواصل مع نقابة الأطباء للتدخل أو مع أعضاء البرلمان؛ عسى أن يتمكن من إنقاذ الفدائي، بعيدًا عن التصريحات المعسولة التي لا علاقة لها بالواقع. ومن جانبه قال اللواء أحمد الهياتمي إنه زار الفدائي في منزله؛ للاطمئنان على صحته، ورفع روحة المعنوية، وذلك فور علمه بالأمر، وأكد أنه سيتدخل لعلاج الفدائي على نفقة القوات المسلحة بمستشفى كوبري القبة، وسيخاطب قائد الجيش الثالث الميداني اللواء محمد عبداللاه مرة أخرى؛ للتدخل وإجراء الجراحة اللازمة لقدم البطل، ووجه الهياتمي الشكر للقوات المسلحة والفريق صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، على اهتمامه بعلاج أبطال مصر على نفقة القوات المسلحة؛ تقديرًا لدورهم البطولي وتضحياتهم من أجل مصر، وتمنى استكمال علاج عواد حتى يمتثل للشفاء. يذكر أن محمود عواد، والبالغ من العمر 76 عامًا أصيب بمرض انسداد الشرايين بساقه؛ مما جعله طريح الفراش، وهو من مواليد عام 1940، من عائلة مقاتلة، استشهد شقيقه الأكبر حسن عواد على أرض سيناء فى حرب 67، بعد أن ظل يطلق الرصاص على جنود العدو الإسرائيلى الذين طالبوه بالاستسلام وإلقاء سلاحه، إلا أنه رفض، فطاردته إحدى دبابات العدو، وتمكنت منه ودفنته حيًّا في الحفرة التي كان يأوي إليها. وقاد محمود عواد مجموعة منظمة سيناء الفدائية عام 70، وشارك في عملية "وضح النهار"، التي قلبت موازين المواجهة مع العدو الإسرائيلي. وفي حرب 73 أوقف "عواد" ورفاقه زحف دبابات العدو الإسرئيلي في شوارع وميادين السويس خلال حصار المدينة يوم 24 أكتوبر 1973، حيث قاموا بتدميرها وإحراقها جميعها.