دفعت الراهبة "أثناسيا بدير" ثمنًا غاليًا هو حياتها جراء طلق ناري بالخطأ أثناء استقلالها سيارة تابعة للكنيسة على طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي، متوجهة إلى دير مارجرجس بالبحيرة في منطقة الكيلو أربعين بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي. طلقات النار الغادرة كانت نتيجة لخلاف ثأري بين عائلتي النايض وحسونة في منطقة منشأة القناطر، حيث كان أفراد عائلة قتلوا شخصًا من عائلة أخرى منذ فترة، وقررت عائلة القتيل الثأر لابنهم، وتتبعوا أهل الجاني، وحال عودة رجل وابنه من العمرة أمطروهم بوابل من الرصاص، فقتلوا الرجل، ويدعى حليم عماد عبد الكريم، وأصابوا ابنه، وأثناء ذلك تصادف مرور سيارة الكنيسة، فاخترقها الرصاص، وأصاب الراهبة؛ ما أسفر عن وفاتها. ورغم أن الحادث غير مقصود، إلا أنه يضاف لرصيد اضطهاد المرأة، التي تدفع دائمًا الثمن غاليًا، ولا تجد من يحميها. من جانبه أكد نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أن حادث مقتل الراهبة ليس متعمدًا، بل كانت تمر بالصدفة أثناء الشجار بين العائلتين ومطاردة إحدى السيارات؛ لتنطلق إحدى الرصاصات وتستقر في رأسها، معربًا عن مخاوفه من استغلال هذه الواقعة للتهويل الدولي، خاصة مع مقتل كاهن كنيسة العريش قبل عدة أيام برصاص الإرهاب، وأن تؤخذ الحادثة ذريعة للترويج أنه يتم اغتيال رجال الدين المسيحي بمصر. وعقَّب أنه رغم عدم كون الحادث إرهابيًّا، إلا أن مقتل الراهبة يفتح تساؤلًا حول قضايا الثأر في مصر التي ما زالت منتشرة بقوة، وتتحدى دولة القانون بلا أي رادع، مشددًا على أهمية أن تفرض الدولة هيبتها وسيادتها في مواجهة هذه الحوادث الثأرية التي لا تقل خطورة عن الحوادث الإرهابية، والتي يسقط فيها أبرياء لا ذنب لهم. وقالت إيفون مسعد، عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر، إن المرأة المصرية هي سيدة الحرب والسلام، هي من تدفع الثمن دائمًا ضريبة غالية من روحها لكافة أشكال العنف، سواء كان أسريًّا أو حادثة ثأر همجية أو اشتباكات في تظاهرات هتفت فيها من أجل الدفاع عن حقوقها، فالنساء في كل العالم هن الحلقة الأضعف. وأضافت أن العنف أحد أبرز المعوقات التي تواجه النساء، ويحتاج إلي تصدٍّ حقيقي له، متسائلة"أين الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة 2015- 2020 التي دشنها المجلس القومي للمرأة العام الماضي، والتي لم نلمس منها أي تطبيق علي أرض الواقع؟". وطالبت مسعد بتأبين هذه الراهبة كشهيدة لأعمال عنف ثأري من خلال وقفة رمزية مثلًا بالشموع، معربة عن أن أي تعويض لن يعيد لها حياتها، ولكن تأبينها يكون شاهدًا علي همجية هذه الأحداث ومشاركة المجتمع في رفض هذه الجريمة ونبذ الثأر من مجتمعنا.