على بعد 8 كم من شمال مدينة سمنود بمحافظة الغربية توجد قرية "بهبيت الحجارة"، التى تضم بين جنباتها واحدًا من أهم المعابد الفرعونيةبوسط الدلتا، وهو معبد بهبيت الحجارة، والذي ترك دون رعاية أو أدنى اهتمام، حتى تحول المعبد الى مرتع للحيوانات. يقول الأثري مصطفى أبو حسين: بُنِي معبد بهبيت الحجارة فى عهد الملك نخت حر حبيت، من الأسرة الثلاثين، وأكمل بناءه بطليموس الثانى والثالث في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، ويقع في قرية بهبيت الحجارة التابعة لمركز سمنود بالغربية، والتى عرفت قديمًا باسم "برجيت" أي "بيت الأعياد"، ثم حرفت في اللغة العربية إلى "بهبيت الحجارة"، وأضيفت كلمة الحجارة؛ نظرًا لوجود الأحجار المتبقية في معبدها، والمعبد يضم بين جنباته كتلًا ضخمة وقطعًا أثرية من الجرانيت الوردي والأشهب، وبه نقوش غائرة وبارزة، وفي المقابل لا نجد إلا إهمالًا؛ حيث لم يتم ترميم الأحجار وإحياء المعبد من جديد؛ لتضيع على الدولة قيمة تاريخية ومزار سياحي نادر بالوجه البحري. وأكد محمود أحمد، أحد شباب القرية، أن مسلسل إهمال هذا المعبد ما زال مستمرًّا، ويشهد تعديات لتراث مصري فريد، تتمنى كل دول العالم أن تمتلك ولو بعضه، مناشدًا المسؤولين عن الآثار أن ينقذوا تراث مصر من العبث والإهمال، وينقوا الوزارة من القيادات الفاسدة. وأشار إبراهيم علي، أحد العاملين، إلى أن معبد بهبيت الحجارة أحد أهم المواقع الأثرية بالوجه البحرى؛ باعتباره من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، ويتميز بجمال نقوشه التي تمثل العديد من الطقوس الدينية المختلفة، التي قام بها الملك أمام ربة المعبد "إيزيس" سيدة حبيت، وللأسف المعبد حاليًّا عبارة عن كومة من الأحجار الجرانيتية التى تتطلب الترميم. وتطرق العامل الى مشكلة أخرى، حيث أكد أنه تم تحرير العديد من المحاضر من قِبَل العاملين المؤقتين بالمعبد؛ نظرًا لتأخر تعيينهم، بالرغم من تعيين بعض العاملين دون مراعاة الأقدمية، مشيرًا إلى أن التعيينات تتم بعشوائية، مشددًا "نطالب بتعيين كل من يحق لهم التثبيت، ولا نقبل بنظام تقسيم المتعاقدين"، مناشدًا وزير الآثار التدخل لحل أزمة العمال على أرض الواقع. وأكدت رشا السعدني، مفتش آثار، أن الأحجار بالمعبد تتعرض للتآكل والانهيار، وتحولت معظم أحجاره من القوة والصلابة التى يتمتع بها الجرانيت إلى هشة؛ بسبب المياه الجوفية، كما تغطي حشائش وحيوانات وطيور جزءًا كبيرًا من مساحة المعبد، ثبت أنها تؤدي إلى زيادة الشروخ في الأثر وإنتاج بقع لونية ناتجة من مواد العصارة الداخلية لهذه النباتات، كما أن الحشرات والطيور التي تتواجد حوله تؤدي إلى تلف كيماوي، وترى السعدني أنه لكي يتم إنقاذ تلك الآثار الهامة وإدخالها في خريطة السياحة المصرية؛ لا بد من إعادة بناء أحجار المعبد وانتشالها من هذه التربة الملحية الرطبة والقيام بعمليات الصيانة الدورية والترميم؛ لوقف نزيف التلف والتآكل المستمر. من جانبه قال أشرف فوزي، مدير إدارة الوعي الأثري بالغربية: تطورت مدينة سمنود في العصر اليوناني الروماني، وأنشأ فيها البطالمة معبدًا لعبادة الثالوث المقدس عند الفراعنة القدماء (إيزيس وأوزوريس وحورس)، وما تزال بقايا هذا المعبد موجودًا حتى الآن في بهبيت الحجارة، ويمثل حضارة الدلتا لافتًا إلى أن المجلس الأعلى للآثار أصدر القرار رقم "2536" بتشكيل لجنة لدراسة وتقييم مقترحات ابتكارية لرفع كفاءة المناطق الأثرية، ومنها المعبد من حيث الاحتياجات والأولويات والمحيط يتلك المناطق (حرم المنطقة)؛ لإعدادها وتجهيزها؛ لوضعها على مسار الزيارات؛ لإضافتها إلى الخريطة السياحية، مع دراسة الاستفادة والعائد المنتظر من خلال هذه المواقع وأحدث الطرق لاستغلالها بعد تطويرها واعادة ترتيب أحجار المعبد وعمل دراسة شاملة حول الوضع الحالى له؛ حتى يمكن البدء في إعادة بنائه حسب أصوله المعمارية الأولى.