تحلم آثارنا المهدرة أن ينفض عنها المسئولون غبار التجاهل والنسيان للكشف عن أسرارها وتحويلها لمزارات سياحية عالمية تسهم في زيادة الدخل القومي للبلاد ومنها معبد ايزيس الذي يعتبر واحدا من أهم المعابد المهملة في قلب الدلتا والذي يقع بالقرب من ضواحي مدينة سمنود بقرية بهبيت الحجارة بالغربية ورغم ما يحظي به المعبد من تاريخ طويل وروايات ممتدة من عصر الملك نختنبو الثاني بالأسرة الثلاثين فلا يزال الإعلان عن مشروع تطويره والمتوقف منذ30 عاما محلك سر, بعدما اكتفي المسئولون بحبس رمز الأمومة المصرية ايزيس داخل زنزانة معبدها محاطة بسور أسمنتي وسياج من أفراد الشرطة لحمايتها من اللصوص باستثناء وحيد للوحة معدنية تحمل اسم معبد ايزيس بينما المياه الجوفية والصرف العشوائي الملوث ينهش من حين لأخر في أحجار المعبد كيفما شاء. يقول الدكتور ممدوح المصري رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا إن معبد ايزيس كان دائما مصدر الهام العديد من المؤرخين والرحالة والكتاب الكلاسيكيين مثل هيرودوت والاثري بيركلادويسكاب والرحالة الجغرافي ريتشارد بيكوك والذي قدم وصفا لجمال المعبد ونقوش قدس الأقداس وأنها أجمل ما رأت عيناه في حياته بينما احتل المعبد في زمن الحملة الفرنسية فصلا كاملا من موسوعة كتاب وصف مصر حيث اسهبوا في وصف وضخامة ابنية المعبد وجمال نقوشه وواجهته التي زينت في أعلاها بالأفاريز الحتحورية واحجار الجرانيت القادمة من اسوان. كما اجريت العديد من الدراسات الحديثة منها وضع الاثري السويدي كارل بيل تصويرمعماري للمعبد في حين رأي الفرنسي بيرمونتية عام1951 امكانية إعادته لأصلة برفع الأحجار المتراكمة والكشف عن أساسات المعبد القديم خاصة بعد العثور علي بقايا تمثالين علي هيئة ابو الهول كانا من المفترض انهما ضمن مجموعة من الطراز نفسه لتزيين مدخلة ومن المتوقع انها لا تزال مدفونة في باطنة وهو ما اعتمدت علية البعثة الفرنسية في دراستها عام1996. وأكدت طبقا للمعتقدات المصرية القديمة ان ايزيس اختبأت في أحراش الدلتا وفي تلك المدينة لحماية ولدها حورس من بطش عمة قاتل والدة ورغم هذا التاريخ وأهميته لكنة لا يزال أحجارا متراكمة علي الأرض في طي النسيان تواجهه الإهمال ومياه الصرف التي وصلت إليه, مناشدا مسئولي هيئة الاثار المصرية بسرعة التحرك لإنقاذ معبد ايزيس وإعادتها للحياة. بينما ترجع الدكتورة نهاد كمال رئيس قسم الاثار بجامعة المنصورة اهمية المنطقة لكونها مقر عبادة الأسطورة ايزيس في الدلتا وعلي بعد عدة كيلو مترات من هذه المنطقة وتقع ايضا منطقة ابو صيربنا التي عرفت قديما بمكان مرقد أوزوريس زوج ايزيس وأخوها الذي أعادته للحياة بعد موته وأنجبت منه ولده حورس. ومن جانبه أكد المهندس ممدوح عباس مديرعام منطقة اثار الغربية ان معبد ايزيس بمنطقة بهبيت الحجارة يعتبر أحد أهم المواقع الأثرية في الوجه البحري لافتا إلي أن مسئولي وزارة الاثار قد سعوا إلي تطوير هذة المنطقة الاثرية منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي بإعادة ترميم المعبد الذي قد تعرض لزلزال مدمر في القرن الاول الميلادي حتي يصبح ثاني معبد في مصر بعد معبد ابوسمبل لكن ظلت فكرة تطويره حبيسة الادراج حتي جاء عام2012 عندما وعد وزير الاثار بإقامة مشروع ضخم يتضمن إعادة بناء وتركيب احجار معبد بهبيت الاثري بناء علي رؤية الدكتور زاهي حواس ويستغرق العمل به لمدة18 شهرا وبتكلفة تبلغ20 مليون جنية ويشمل مرحلتين الاولي هي رفع الكتل الحجرية المتراكمة بداخلة وتصنيفها بعمل خريطة شبكية بارقام الكتل مع اجزاء حفائر منتظمة للبحث عن اساسات وقواعد المعبد القديم. بينما المرحلة الثانية تهدف لتطوير المنطقة سياحيا من خلال نقل المقابر المقامة بجوار المعبد وعمل شبكة حديثة للصرف الصحي بالقرية حتي لا تؤثر مستقبلا علي المعبد مع البدء في عمل حفائر بطريقة علمية وبنظام الطبقات للبحث عن كنوزة المدفونة في باطنه وبناء مخازن متسعة لترتيب الاحجار طبقا لنظام فني واثري ومعماري وإعادة تأهيل وإعداد مدخل المعبد من خلال مخاطبة وزارة النقل لإنشاء محطة قطار لنقل الزائرين مع تزيين طريق المعبد بمجموعة من التماثيل علي شكل المعبودة ايزيس وعلي غرار طريق الكباش بالأقصر وإنشاء بازارات واستراحات ومطاعم علي جانبي الطريق مع تقسيم المدخل بتوسعته الي حارات إحداهما ستكون مخصصة لسير السيارات والاخر للحناطير والمشاة مع تخصيص طفطف لنقل الزائرين كما سيتم تركيب نظام اضاءة ومؤثرات بصرية حديثة بالمعبد مع انشاء قاعات عرض بغرف جانبية تحكي تاريخ ايزيس للزواربالصوت والضوء في حين سيتم تخصيص الجهة الشمالية لاقامة سوق محلية لعرض أهم الأعمال اليدوية التي تشتهر بها القرية لكن حتي الآن ما يزال المشروع معطل ولم ير النور لارتفاع التكاليف وضعف الموارد المالية.