في أقل من 24 ساعة وقعت صباح الاثنين ثماني عمليات انتحارية في بلدة القاع اللبنانية، نصفها ضرب البلدة فجرًا، والنصف الآخر مساء، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين، وتسببت التفجيرات الصباحية في سقوط 5 قتلى و15 جريحًا، بالإضافة إلى مقتل الانتحاريين، وأسفرت تفجيرات المساء عن إصابة 13 شخصًا بجروح، إضافة إلى مقتل الانتحاريين الأربعة. وعن البوتقة المكانية للتفجيرات، فكانت بالقرب من مدرعة للجيش ومركز للمخابرات داخل البلدة، كما فجّر انتحاري نفسهقرب كنيسة البلدة"، أثناء تشييع ضحايا تفجير الفجر، وفقًا لمعلومات عن القيادة العسكرية في الجيش اللبناني، حيث رمى أحد الانتحاريين وهو يستقل دراجة نارية قنبلة يدوية باتجاه تجمع للمواطنين أمام كنيسة البلدة، ثم فجر نفسه بحزام ناسف، تلاه إقدام شخص ثانٍ يستقل دراجة على تفجير نفسه في المكان المذكور. وأضافت القيادة "ثم أقدم شخصان على محاولة تفجير أنفسهما، حيث طاردت وحدة من مخابرات الجيش أحدهما، ما اضطره إلى تفجير نفسه دون إصابة أحد، فيما حاول الانتحاري الآخر تفجير نفسه في أحد المراكز العسكرية، إلا أنه استُهدِف من قِبَل العناصر، ما اضطره أيضًا إلى تفجير نفسه دون التسبب في إيذاء أحد. وكانت الموجة الأولى من الهجمات الانتحارية وقعت الساعة الرابعة فجرًا، فقتلت خمسة أشخاص كلهم مدنيون. وفجر الانتحاري الأول نفسه بعد أن واجهه أحد السكان، فيما نفذ الثلاثة الآخرون تفجيراتهم الانتحارية واحدًا تلو الآخر مع وصول الناس إلى المكان. وأعلن الجيش اللبناني إصابة أربعة من جنوده. ورجحت مصادر أمنية وقوف تنظيم "داعش" خلف تلك التفجيرات، خاصة أن تفجيرات القاع تشبه في الشكل التفجيرات التي وقعت في الأردن، والتي أعلن داعش مسؤوليته عنها، ورجحت المصادر أن يكون التنظيم هو من خطط ونفذ للعملية، لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان بالمسؤولية، وأفادت مصادر إعلامية بقصف الجيش اللبناني مواقع تنظيم داعش في جرود القاع. ما الجديد بتفجير القاع؟ طالما شهدت الساحة اللبنانية منذ اندلاع الأزمة السورية خروقات أمنية، كان خلفها مقاتلون معارضون للسلطات السورية عبر الحدود من وإلى سوريا، ليتغير الوضع قبل أشهر بعد إغلاق الحدود تمامًا مع سيط، ولكن الجديد هذه المرة يتعلق بوقوع التفجير في منطقة مسيحية، حيث إن القاع بلدة ذات غالبية مسيحية، كما يقطنها عدد كبير من العائلات السنية، لا سيما في منطقة مشاريع القاع الزراعية، حيث تتداخل الحدود مع الأراضي السورية، إلى جانب انتشار مخيمات عشوائية للاجئين السوريين على أطرافها، ويحد البلدة مناطق ومعابر ذات أهمية كبيرة، ومجموعة من المعاقل التي يسيطر عليها حزب الله، وفي حال تبني داعش العملية، فإن هذه التفجيرات ستعد تطورًا لافتًا لعمليات هذا التنظيم، خاصة أن داعش عندما ينفذ عملية في لبنان، فإنها تكون تحت ذريعة استهداف حزب الله، الذي يشارك بعمليات ضد داعش والنصرة في سوريا، بينما يرى مراقبون أن منطقة القاع لم تكن هي المستهدفة بالتفجيرات، وأن المنفذين الأربعة اضطروا إلى تفجير أنفسهم بعد أن كشف أمرهم من طرف السكان؛ وذلك حتى يخفوا الجهة التي أرسلتهم. بينما تساءل آخرون: هل قرار التنفيذ جاء من الرقة، أم هو إقليمي محلي؟ خاصة أن داعش يعاني في الآونة الأخيرة من ضغوطات في الفلوجة بالعراق وفي منبج السورية، ما يعني أن التفجيرات تعكس نقل المعركة إلى مكان آخر، وبالتالي تأتي تفجيرات القاع كمحاولة لجس نبض الحدود اللبنانية من قبل داعش. يذكر أن بلدة القاع شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية سلسلة مواجهات بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من تنظيم داعش، تتمركز في الجبال الفاصلة بين لبنانوسوريا. داعش واليمن في اليمن أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تفجيرات المكلا بحضرموت شرق اليمن، حيث أكدت مصادر أمنية في مدينة المكلا أن 38 عنصرًا من أفراد الحراسات الأمنية التابعة للجيش اليمني قتلوا وجرح عشرات آخرون بثلاث هجمات إرهابية استهدفت نقطتين أمنيتين في منطقة ديس المكلا وسط المدينة وفي منطقة خلف بالقرب من مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية، فيما استهدف الهجوم الثالث مبنى للاستخبارات العسكرية في ضاحية الفوة غرب مدينة المكلا. وذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش أن "انغماسيين" هاجموا مقرًّا مشتركًا لقوات النخبة ومكافحة الإرهاب في المدينة. وأوضحت المصادر أن الهجوم الأول كان بواسطة انتحاري استهدف مركزًا أمنيًّا في حي ديس المكلا، حيث لحق الانتحاري بالجنود، وفجر نفسه وسطهم أثناء تناولهم طعام الإفطار، في حين استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مبنى للمخابرات في منطقة الفوة. والانفجار الثالث كان بواسطة عبوات ناسفة مزروعة في كرتونبالقرب من نقطة أمنية في منطقة خلف، وتوقعت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى؛ حيث إن عددًا من المصابين حالاتهم حرجة، والمكلا هي المعقل السابق لتنظيم القاعدة الذي ظل يسيطر عليها حتى إبريل الماضي. وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي أن "عددًا صغيرًا جدًّا" من القوات الأمريكية انتشر أيضًا حول المكلا، دعمًا للعملية التي قادتها قوات سعودية وإماراتية خاصة. وتتمركز سفن البحرية الأمريكية في المنطقة، وضمنها السفينة البرمائية الهجومية، يو إس إس بوكسر، بالإضافة إلى مدمرتين. وتشهد معظم المحافظات الجنوبية انفلاتًا أمنيًّا وانتشار الجماعات التكفيرية؛ ما أدى الى وقوع العشرات من عمليات الاغتيالات والتفجيرات منذ سيطرة قوى الغزو والاحتلال عليها المدعومة من السعودية، حيث استغل تنظيم داعش فراغ السلطة الذي تسبب فيه العدوان السعودي على اليمن، لتوسيع وجوده في الجنوب والجنوب الشرقي.