حالة من القلق ممزوجة بالخوف تسيطر على أكثر من 50 ألف صياد ببحيرة إدكو؛ خوفًا من جفاف البحيرة وانحدار مياهها إلى البحر المتوسط؛ بسبب مشروع «مجرور إدكو»، ما يهدد أرزاقهم. المشروع الذي تقدر تكلفته بنحو 60 مليون جنيه، وبدأ بالفعل تنفيذ مساحة 5 كيلو مترات من إجمالي 14 كيلو متر، بحسب المهندس حسين عاشور، وكيل وزارة الري بالبحيرة، يبدأ من محطة الصرف الزراعي بإدكو، ويمتد إلى بوغاز إدكو، الذي يربط بين البحيرة والبحر المتوسط بعمق يصل الى 1.5 متر من عمق البحيرة. وقال سامي بحيري، شيخ الصيادين بإدكو، إن المجرور يمثل خطرًا شديدًا على مستقبل الصيادين، ويهدد البحيرة بالجفاف؛ لأنه سوف يصنع عمقًا بوسط البحيرة يصل إلى متر ونصف، في حين أن عمق البحيرة يترواح بين متر و40 سم، وبالتالي سوف يتم سحب مياه البحيرة إلى البحر المتوسط، بما فيها من أسماك، ما يعني خراب بيوت 50 ألف أسرة تعيش على الصيد وتجارة الأسماك. وأوضح أحمد السد، عضو النقابة المستقلة للصيادين، أن المشروع يعد كارثة تهدد الصيادين، وتصريحات مسؤولي الري حول استحالة جفاف البحيرة غير صحيحة، مطالبًا إياهم بالاستعانة بخبراء لقياس المخاطر التى تهدد البحيرة، كما طالب وزير الري بضرورة البحث عن بديل لمشروع مجرور بحيرة إدكو، حتى تعمل محطات الصرف الزراعي، التي لا تعمل بكامل طاقتها؛ بسبب غياب الصيانة وتعطل معظم وحداتها. على الجانب الآخر أكد وكيل وزارة الري أن المشروع يمثل ضرورة لضمان عمل محطات الصرف الزراعي بكامل قوتها، خاصة أنها تعمل بثلث قوتها، وأحيانًا لا تعمل تمامًا؛ نتيجة ارتفاع منسوب بحيرة إدكو عن مأخذ المحطة، وفي حالة إنشاء المجرور الذى يمر من وسط البحيرة سوف يتم صرف كل المياه في البحر المتوسط. ومن جانبه قال الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، إنه التقى بالصيادين، وبحث معهم الأزمة من كل جوانبها، بحضور مسؤولي وزارة الري، مؤكدًا أنه حفاظًا على بحيرة إدكو والصيادين، سوف يتم إنشاء بوابات على البوغاز بمساحات متباعدة؛ للحفاظ على منسوب البحيرة من الجفاف. وأضاف سلطان أن محطة صرف زراعي إدكو تحتاج بالفعل إلى تطوير، خاصة أنها عبارة عن 3 وحدات، كل وحدة منها ترفع 5 أمتار مكعب فى الثانية، وإحداها معطلة، وأخرى للطوارئ تعمل بالكهرباء، فإذا انقطعت الكهرباء لا تعمل، مؤكدًا أنه شدد على إصلاح الوحدة المتعطلة وتوفير مولد كهربائي احتياطي لوحدة الطوارئ.
