من الواضح أن تنظيم داعش يمر بأحلك الظروف، ففي الوقت الذي تترد فيه أنباء عن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، تتم عمليات عسكرية لحصار خلاياه السرطانية في كلٍ من سورياوالعراق وليبيا، في ظل أزمة مالية خانقة يمر بها أجبرت التنظيم على خفض رواتب عناصره إلى النصف، الأمر الذي أدى إلى تغيير داعش لدعايته عبر دعوة العناصر إلى التوجه إلى ليبيا وليس إلى سوريا.. ونستعرض الآن الموقف في تلك الدول. سوريا تعرض تنظيم داعش الإرهابي إلى هزائم متعددة خلال الأشهر القليلة الماضية على عدة جبهات، كان أبرزها ما يلي: منبج تحاول قوات سوريا الديمقراطية، وهي خليط بين عرب وكرد، إحكام قبضتها على مدينة منبج الاستراتيجية، بعد أن سيطرت على عدة قرى جديدة في محيط منبج، وباتت تحاصر المدينة بشكل تام، حيث تقدمت على محاور عدة قريبة من المدينة، وسيطرت على قناة الغرة وقناة الشيخ طباش، وتتأهب القوات لاقتحام المدينة مدعومة بقصف متواصل لطيران التحالف الدولي. تقدم قوات سوريا الديمقراطية وضع تنظيم "داعش" في مأزق حقيقي، فالتنظيم خسر بالفعل الطرق الرابطة بين معقليه في الموصل العراقية والرقة السورية، وخسارة منبج الواقعة في الشمال السوري ستقطع طريقه إلى الحدود السورية التركية، ولهذا يحاول داعش استقطاب قوات سوريا الديمقراطية وجرها لحرب شوارع رغم ما يعانيه التنظيم من إنهاك بسبب الخسائر المتكررة. ولا تقتصر الأوضاع المضطربة لداعش في منبج عند هذا الحد، فالتنظيم يخشى من قيام سكان المدينة بمساعدة القوات الزاحفة أو تقديم المعلومات لها، ولهذا شن حملة اعتقالات في صفوف الشباب الكردي من أبناء المدينة وقام بعمليات إعدام بدم بارد، الأمر الذي دفع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لمطالبة دول التحالف بالتحقيق في الحوادث التي أدت إلى قتل المدنيين في منبج، مشددًا على حمايتهم واتخاد الإجراءات الاحترازية لتجنب وقوع ضحايا آخرين. وترددت أنباء إعلامية عن مقتل 223 من عناصر تنظيم «داعش» و28 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الاشتباكات بين الطرفين بمحيط مدينة منبج. الرقة كشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية وفقًا لمصادرها، عن أن وزراء دفاع كل من سوريا، روسيا، وإيران، بحثوا في اجتماعهم الأخير في طهران خطة الهجوم على الرقة، معيدين إلى الأذهان تقدم الجيش السوري نحو الرقة من المحور الجنوبي الغربي في عمليته التي أطلقها مطلع الشهر الجاري، حيث بلغ مدينة الطبقة. وتحاول خلال الأيام الماضية، قوات الجيش السوري، مدعومة بصقور الصحراء التي تشكّلت من متطوعين مدنيّين غالبيّتهم من محافظة الرقّة، التقدم من المناطق الجنوبية لمدينة الطبقة على طريق أثريا؛ بهدف الوصول إلى مطار الطبقة والسيطرة على المدينة بالكامل، مدعومة بالطائرات الحربيّة الروسيّة، وبحسب محللين فإنّ للجيش السوري ثلاثة أهداف رئيسيّة من مدينة الطبقة، أولًا تأمين خط خناصر إثريا؛ كونه يربط عمق ريف حلب الجنوبي الشرقي بريف حماة الشمالي الشرقي، ثاني هذه الأهداف تأمين منطقة واسعة تمتد من الرقة شرقًا إلى خناصر غربًا، وهي منطقة ستسمح له بالتحرك شمالًا نحو مدينة الباب في حلب، والتحرك إلى الجنوب الشرقي نحو السخنة في ريف حمص الشرقي، ثالثًا التسهيل على الجيش السوري استكمال السيطرة على ريف الرقة الجنوبي خلال المرحلة المقبلة، وهي خطوة ضرورية لتطويق التنظيم في دير الزور من جهة الرقة، ومن جهة تدمر. دير الزور نفذت وحدة من الجيش والقوات المسلحة في دير الزور عمليات مكثفة على تجمعات ومحاور تسلل إرهابيي تنظيم "داعش" في محيط المدينة، وكبدتهم خسائر في الأفراد والعتاد، حيث اشتبك الجيش السوري معهم في محيط البانوراما جنوب غرب مدينة دير الزور، ودمر لهم آلية مفخخة، وأوقع العديد منهم قتلى ومصابين. هذا وتواصل وحدات الجيش العاملة في دير الزور هجماتها بمساعدة سلاح الجو على تجمعات وتحصينات داعش. العراق شهدت العراق تطورات عسكرية متسارعة خلال الفترة الأخيرة الماضية. الفلوجة أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الخميس، عن تحرير مناطق الخضر والخضير والسالم، وعزل منطقة العرسان، ورفع العلم العراقي على محطة إسالة السعدان جنوب شرق الفلوجة، حيث ذكرت الوزارة أن فرقة المشاة 17 تمكنت من تحرير المناطق المذكورة من سيطرة داعش. بدوره أعلن قائد عمليات الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي أن القوات المتقدمة من محور شارع ستين بمدينة الفلوجة أصبحت على بعد أقل من كيلومترين من المجمع الحكومي بوسط المدينة. وأوضح في تصريح صحفي أن هناك عدة محاور تتحرك من خلالها القوات العراقية باتجاه مركز مدينة الفلوجة. واعتبر الفريق الساعدي أن السيطرة على سدة الفلوجة من القطاع الجنوبي، الأربعاء الماضي، نقطة استراتيجية مهمة في الوقت الذي تتقدم فيه القوات باتجاه جسري السكك الجديد والقديم؛ للسيطرة عليهما وتأمينهما، مؤكدًا أن تأمين هذين الجسرين سيقطع الطريق على عناصر تنظيم داعش، ويمنعهم من الهروب إلى منطقة عامرية الفلوجة. وفي وقت لاحق أعلن الجيش العراقي استعادة سيطرته بشكل كامل على حي الشهداء في الفلوجة. الموصل قالت مصادر محلية من داخل مدينة الموصل إن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية استهدف خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أهم المراكز والنقاط التابعة لتنظيم داعش. ليبيا تعتبر ليبيا ساحة المواجهة الثالثة مع تنظيم داعش. سرت أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أنها أحبطت الخميس هجومين انتحاريين بسيارتين ملغمتين لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت، كانا يستهدفان موقعين لهذه القوات. هذا وتواصل قوات عملية البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الليبية تضييق الخناق على مقاتلي داعش داخل الأحياء السكنية في مدينة سرت، كما عززت القوات مواقعها على أطراف المدينة، وعُثر على عدة جثث لمقاتلي التنظيم في محيط مناطق المواجهات، فيما قُتل خمسة من قوات عملية البنيان المرصوص، وجرح 37 آخرون، خلال مواجهات في محيط منطقة الزعفران في الجهة الغربية من مدينة سرت، وفي منطقة جزيرة بوهادي شرقي المدينة. واستؤنف القتال الأربعاء قرب ميناء سرت، الذي سيطرت عليه القوات الحكومية الأسبوع الماضي، وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات عنيفة دارت أيضًا في حي السبعمئة وحول قاعة واغادوغو للمؤتمرات، التي تقع في منطقة لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة. وقالت القوات الحكومية إنها عززت مواقعها على أطراف سرت، وصدّت هجمات لمقاتلي وقناصة التنظيم، وكبدتهم "خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، وفر من تبقى منهم تاركين جثث قتلاهم خلفهم، مضيفة أنها تعمل على تمشيط مناطق تحت سيطرتها من الألغام والمتفجرات. وأكدت القوات الحكومية أن قواتها لم تفقد أي شبر، ولم تتراجع منذ أن أعلنت بدء عملياتها ضد التنظيم الشهر الماضي.