رأى كثير من الصحفيين أن موقف النقابة تراجع كثيرًا، وذلك بعد البيان الذي أصدره المجلس أمس السبت وجاء فيه أن تأجيل المؤتمر العام الذي تحدد له الثلاثاء المقبل لمدة أسبوع؛ جاء لإعطاء الفرصة لكل الأطراف والوسطاء، سواء من داخل البرلمان أو خارجه لتفعيل جهودهم في اتجاه حل الأزمة، حرصًا من مجلس النقابة على المصلحة الوطنية وإعطاء الفرصة لكل الأطراف لإنجاح مبادراتهم، مع استمرار المجلس في حالة انعقاد دائم. واستقبل مجلس النقابة وفودًا من مجلس النواب وعددًا من قدامى النقابيين، ورحب بأي مبادرات جادة لحل الأزمة تطرحها الأطراف المعنية لنزع فتيلها، بما يحفظ للنقابة حقها القانوني والأدبي كمؤسسة نقابية عريقة، حيث أكد مجلس النقابة أنه ليس على خلاف مع مؤسسات الدولة، وأنه يكن لها كل احترام ولرئيس الجمهورية، مشددًا على أن الصحفيين لم ولن يكونوا فوق القانون، بل إن قضيتهم منذ البداية هي الدفاع عن سيادة القانون التي انتهكت كرامتهم بمخالفته. اجتماع مجلس نقابة الصحفيين مع وفود من النواب وعدد من قدامى النقابيين جاء لوضع اتفاق معين، خاصة بعد إعلان جبهة تصحيح المسار، عن عقد مؤتمر لها بمبنى جريدة الأهرام لعرض رؤيتهم للطريق التصادمي المتصاعد الذي انتهجه أعضاء مجلس نقابة الصحفيين المؤتمنون من قِبَل الجمعية العمومية، مع اتخاذ خطوات تنفيذية من أجل سحب الثقة من مجلس النقابة في أقرب وقت ممكن، وإجراء انتخابات لاختيار مجلس جديد لنقابة لها تاريخ من النضال الوطني. الرافضون: مجلس الصحفيين تنازل يقول أبو المعاطي السندوبي، أحد الصحفيين الرافضين قرار مجلس نقابة الصحفيين الأخير بتأجيل المؤتمر العام: إن هذا القرار مؤامرة تحمل الكثير من المفاجآت والتنازلات التي دبرت في الكواليس ولم يتم الإعلان عنها صراحة، موضحًا أن هذا التأجيل لا طائل من ورائه سوى قتل القضية وبث الروح الانهزامية في نفوس جموع الصحفيين للقبول بأي تسوية للوضع القائم، وإعطاء فرصة للنظام لالتقاط الأنفاس والاستهانة بالصحفيين. وأضاف السندوبي ل«البديل» أن الحل الوحيد أمام الصحفيين بعد أن باعهم مجلس النقابة والنقيب وتجاهل الجمعية العمومية وعدم احترام إرادتها، هو أن يتم عقد المؤتمر العام يوم الثلاثاء المقبل، كما كان مقررًا له بأغلبية ساحقة، أتت للدفاع عن كرامة مهنة الصحافة. النقيب: أفعل الواجب لحل الأزمة وفي تعليق مقتضب من نقيب الصحفيين يحيي قلاش، قال ل«البديل» ردًّا على ما تم توجيهه لمجلس النقابة من لوم لتراجعه عن موقفه: «أنا بعمل الواجب اللي عليا تجاه حل أزمة النقابة مع الداخلية». البيان ليس تنازلًا عن توصيات عمومية الصحفيين من جانبه قال بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة: إن كل الصحفيين رافضون لجبهة تصحيح المسار، التي تحاول شق الصف الصحفي في هذا الوقت العصيب الذي تمر به نقابة الصحفيين، ولذلك الصحفيون يدركون طبيعة الظرف الحالي، ويجب أن يتم تجنب أي خلاف مع مجلس نقابة الصحفيين الحالي، لكي نتمكن من الخروج من هذه الأزمة مرفوعي الرأس. وأشار العدل ل«البديل» إلى أن بيان مجلس نقابة الصحفيين الأخير بعد اجتماعه مع مجلس النواب، لا يعد ترجعًا أو تنازلًا عن قرارات اجتماع الجمعية العمومية والتوصيات التي خرجت من الاجتماع، وبيان نقابة الصحفيين لم يخرج عن التوصيات، لكنه مكمل لها لحدوث مستجدات على الساحة الصحفية، مؤكدًا أنه يجب التكاتف للخروج من أزمة الصحفيين والداخلية؛ حتى لا يترتب على ذلك انهيار كامل لمهنة الصحافة.