تأجلت المحادثات اليمنية، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم في الكويت برعاية أممية؛ وذلك بسبب الانتهاكات المتكررة من العدوان السعودي لوقف إطلاق النار الذي كان متفقًا عليه. وقال بيان للموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد "نظرًا لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة، طرأ تأخير على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية – اليمنية". وكان وفد من حركة أنصار الله قد طالب مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بجدول واضح لنقاط البحث قبل بدء المباحثات. ويعقد ممثلو وفدي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام اجتماعات للخروج بموقف موحد. ووصل الوفد الحكومي، الذي يرأسه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية عبد الملك المخلافي، إلى الكويت أمس، وعقد لقاء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، كما عقد لقاء مع سفراء مجموعة الدول ال 18 المهتمة بشؤون اليمن، وفي مقدمتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي. ويتألف الوفد الحكومي من 14 عضوًا، بينهم عشرة مفاوضين وأربعة فنيين ومستشاران، ومثل ذلك عن وفد حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي. العدوان السعودي سبب التأجيل قال مسؤولون في اليمن إن محادثات السلام المزمعة في الكويت لإنهاء الحرب، التي أشعلها التدخل السعودي في اليمن، لن تبدأ اليوم كما هو مفترض، وسط اعتراضات على استمرار القتال، رغم اتفاق معلن لوقف إطلاق النار. وقالت مصادر يمنية إن العدوان السعودي استهدف لجنة تثبيت التهدئة في محافظة الجوف بغارة جوية، كادت تودي بأعضائها، وهي لجنة منبثقة عن أعمال اللجنة العسكرية، التي باشرت اجتماعاتها في الكويت قبل نحو أسبوع، وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه الخروقات عكست عدم استعداد الطرف الآخر والقائمين عليه للالتزام بإعلان وقف النار الصادر عن الأممالمتحدة، الأمر الذي استدعى مشاورات عاجلة في صنعاء بين حركة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام" والأحزاب السياسية المناهضة للعدوان؛ من أجل تدارس الموقف واتخاذ الخطوات المناسبة. أسباب أخرى للتأجيل يسعى الوسيط الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من المفاوضات التي كان من المفترض أن تبدأ اليوم للتوصل إلى اتفاق شامل، ينهي النزاع، ويتيح استئناف الحوار السياسي الجامع، بما ينسجم والقرار الدولي رقم 2216، الذي أصدره مجلس الأمن الدولي العام الماضي، لكن بعض الأطراف المناهضة للعدوان السعودي انتقدت الوسيط الدولي، ووصفته بأنه لم يظهر النزاهة في إدارة المفاوضات والتحضير لها، من خلال تبني النقاط الخمسة دون العودة إلى الوفد الوطني، وأخذ موافقته، ومحاولته فرضها كأجندة للمفاوضات المقبلة، وبالتالي حملت هذه الأطراف ولد الشيخ والأممالمتحدة مسؤولية عدم انعقاد جولة المفاوضات الجديدة في موعدها؛ بسبب انحيازهما الفاضح لفريق العدوان وعدم حيادهما، وأيضًا بسبب عدم قيامهما بما يلزم لفرض احترام وقف النار على تحالف العدوان، الأمر الذي يجعل من الذهاب إلى الكويت في ظل هذه الظروف والخروقات أمرًا لا طائل منه. وجاء موقف أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام المعلن من عدم الحضور إثر عدم جدية الأممالمتحدة في التعاطي مع ملف وقف إطلاق النار وطريقة تعامل السعودية وأتباعها مع إعلان الأممالمتحدة عبر الخروقات المستمرة، وعدم وصول لجان التهدئة إلى بعض المحافظات، في الوقت الذي کانت فيه اللجان المشکلة من أنصار الله والمؤتمر متواجدة في مختلف المحافظات منذ اليوم التالي للإعلان الأممي. وفي سياق متصل أجاب محمد عبد السلام، المتحدث باسم حركة أنصار الله ورئيس وفدها المفاوض، ما إذا كان هناك دور إيراني في قبول جماعة حركة أنصار الله للحوار في الكويت، بالقول "لا يوجد لإيران أي دور في قرارنا السيادي، ولسنا أدوات بيد أحد، ولن نكون، ونحن وبقية القوى الوطنية من نقرر ما يتعلق بالحوار ومكانه وآلياته، ولم نطلب حضور أحد في الحوار، ونرى أن الحوار اليمني اليمني هو شأن يمني بامتياز". مفاوضات سابقة كانت مفاوضات سابقة، رعتها الأممالمتحدة في يونيو وديسمبر الماضيين، قد أخفقت في إنهاء الحرب التي فتكت بنحو 6200 شخص، نصفهم من المدنيين، وسمحت لتنظيم القاعدة بالاستيلاء على مزيد من الأراضي، وفتحت المجال لداعش لتأسيس موطئ قدم له في اليمن. وينتظر أن يناقش الطرفان عددًا من النقاط الهامة في الكويت، كانسحاب حركة أنصار الله من العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وإطلاق سراح المعتقلين.