على وقع استمرار المعارك العنيفة بين الجيش والقبائل اليمنية من ناحية وقوات التحالف السعودي من ناحية أخرى، ينعقد اليوم الاثنين مؤتمر جنيف لحل الأزمة اليمنية. وصلت وفود القوى اليمنية إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر الذي تنظمه الأممالمتحدة، وتضم خمسة ممثلين بينهم اثنين عن جماعة "أنصار الله" وذلك عقب استجابة المبعوث الدولي "اسماعيل ولد الشيخ أحمد" لملاحظات الحركة، ويضم الوفد إضافة إلى ممثلي "أنصار الله" ممثلين عن حزب الكرامة وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب الحق، والمؤتمر الشعبي. المتحدث باسم جماعة أنصار الله "محمد عبد السلام"، أعلن أن الوفود توجهت إلى صنعاءَ، وذلك بعدما أوضحَ مبعوث الأمين العام للامم المتحدة إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ" أن المشاركةَ في المؤتمر تعني المكونات السياسية في اليمن، وأن لا حضور لأي دولة خارجية على طاولة الحوار. أجرى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، لقاءات عمل في جنيف تمهيدًا للمؤتمر، حيث التقى قادة مجلس التعاون ووفد "عبد ربه منصور هادي"، وبحث الترتيبات التي أعدتها الأممالمتحدة لعقد المشاورات، وجهودها لإيصال المساعدات الإغاثية للشعب اليمني. أعلن "ولد الشيخ أحمد" عن بدء المشاورات الشاملة الأولية برعاية الأممالمتحدة في مقرها بمدينة جنيف، والتي تكون بين المكونات السياسية اليمنية وهي "المؤتمر الشعبي العام"، و"أنصار الله"، والحراك الجنوبي السلمي، وقال "ولد الشيخ" إن الأممالمتحدة تغتنم هذه الفرصة لتهيب بالمكونات السياسية اليمنية المشاركة في هذه المشاورات بحسن نية وبدون شروط مسبقة، وفي جو من الثقة والاحترام المتبادل للعمل معًا على إيجاد سبل إحياء العملية السياسية، والتوصل إلى حل ينقذ اليمن وشعبه من الأزمة الحالية الخطيرة. من جانبه؛ أكد أمين عام المؤتمر الشعبي العام "عارف الزوكا"، أن الهدف من المشاركة هو وقف العدوان الغاشم، فيما شدد ممثل أنصار الله "حمزة الحوثي" على أن المشاركة في مشاورات جنيف تهدف لإحياء العملية السياسية وإيجاد حلول لما يمر به الوطن، فيما أعرب أمين عام حزب الحق "حسن زيد"، عن أمله في أن تكون مشاورات جنيف منبرًا إعلاميًا دوليًا لعرض حجم العدوان وآثاره على الشعب اليمني. من المفترض أن تكون هذه المفاوضات "يمنية- يمنية" أي لا تحضرها أي دولة أخرى، وهو ما سعت السعودية إلى تغييره من خلال جعل المفاوضات يمنية – سعودية، تحت مسمى تشاوري لا أكثر وبناء على مقررات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 2216، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس اليمني المستقيل "منصور هادي" الذي يقيم الآن في قصور "آل سعود" وتحت حمايتهم، حيث أعلن في وقت سابق أن مشاركة وفده في مؤتمر جنيف جاءت على أساس ما أسماه التشاور مع "المتمردين" لاسترداد شرعيته التي فقدها بعد هروبه من صنعاء. محاولة كتابة أجندات خارجية تحاول بعض الدول أن تفرضها على الوضع في اليمن هو ما رفضته أحزاب المعارضة سواء كانت جماعة "أنصار الله" أو سائر قوى الداخل، مشددين على أن المفاوضات "يمنية- يمنية" ومتعددة الأطراف ودون أي شروط مسبقة. سبق انعقاد المؤتمر الكثير من الاعتراضات من قبل المعارضة اليمنية حول آلية انعقاد المؤتمر، حيث دعت أحزاب يمنية إلى تغيير الآلية المعلنة لجنيف، وربط الحزب الاشتراكي مشاركته باعتماده كمكون مستقل، فيما لم تتلق أحزاب أخرى كلتنظيم الناصري دعوة للمشاركة من الأساس، وهو ما جعل هذه الأحزاب تتهم الأممالمتحدة بالرضوخ لضغوط السعودية عبر فرض أجندتها على المشاورات المهددة بالفشل قبل التئامها. على الصعيد الميداني؛ تستمر الغارات السعودية على العديد من المناطق اليمنية، حيث سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية على مركز محافظة الجوف ومعسكر الحزم، إلى ذلك شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مناطق متفرقة في ذمار وصنعاء حيث استهدفت نقطة فاصلة بين محافظتي عمران وصنعاء بالاضافة إلى منطقة جدر غرب العاصمة.