قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن نحو ألف شخص تجمعوا في وسط القاهرة يوم الجمعة الماضي، مرددين شعارات مناهضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لنقله ملكية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية. وتضيف الصحيفة، أن تظاهرات الأمس هي الأكبر منذ عامين على الأقل في مصر، وكانت التحدي الأكثر أهمية للرئيس السيسي من قبل النشطاء المعارضين للحكومة الذين تم وضعهم في منطقة الظل من خلال حملة الدولة ضد المعارضة. وتشير الصحيفة، الأمريكية إلى أنه قبل النزول للاحتجاج في الشوارع كان هذا تحد واضح لحظر الاحتجاج السياسي القوي، واختبار للسلطات في استخدام انعكاسية القوة، موضحة أن المحتجين أصبحوا أكثر جرأة، لانتقادهم السيسي، بما في ذلك الموالين للحكومة. وتلفت الصحيفة، إلى أن الاحتجاجات كانت ردا على قرار السيسي بنقل سيادة تيران وصنافير إلى السعودية، حيث تؤكد الحكومة المصرية أنها أراض سعودية نقلت للسيادة المصرية في عام 1950، بسبب مخاوف من سيطرة إسرائيل عليهما. وتوضح الصحيفة، أن الغضب الشعبي كان انفجارا غير عاديا، حيث انتقد المصريون السيسي ووصفوا تنازله بغير اللائق للسعودية في مقابل مليارات الدولارات، وجرحا لا يغتفر في الكرامة الوطنية. وتوضح الصحيفة، أن في خطاب ألقاه السيسي الأسبوع الماضي، أكد على أنه لن يتخلى عن حبة رمل، وانتقد الشعب الذي شكك في قيادته للبلاد، بما في ذلك وكالات الاستخبارات والجيش. وتضيف الصحيفة، أن احتجاجات الأمس أصغر من احتجاجات يناير 2011 والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنها ورغم صغرها تمثل رمزا لمعارضي الحكومة على مدى السنوات القليلة الماضية، وعكست الغضب المتزايد ضد السيسي. وفي السياق ذاته، قال خالد داود، المتحدث باسم ائتلاف أحزاب المعارضة السياسية، إن الاحتجاجات ليست فقط حول الجزر، ولكنها ايضا حول الأداء العام للسيسي، وطريقة تعامله مع الشعب، والقرارات أحادية الجانب، واعتقال الشباب. ومن جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الشعب هتف بسقوط النظام، وهو الشعار المألوف خلال ثورة 2011 في مصر، رن هذا الشعار شوارع القاهرة بالأمس في احتجاجات ضد قرار الحكومة بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وتضيف الصحيفة الأمريكية، أن نحو 1500 شخص تجمعوا، مما يجعلها الاحتجاجات الأكبر في مصر خلال هذا العام، وتشير بعض التقارير إلى أن عدد المتظاهرين وصل إلى 8 آلاف، وقد طوقت الشرطة المنطقة والطرق المؤدية لنقابة الصحفيين. وفي هذا السياق، قالت صحيفة وول ستريت الأمريكية، إن نحو آلاف الأشخاص احتجوا أمس في شوارع القاهرة اعتراضا على تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مؤكدين أنهما مصريتان، وأن الدماء اريقت لحمايتهما. وتضيف الصحيفة أن خلال الأشهر الأخيرة واجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، انتقادات شعبية متزايدة بشأن أسلوب إدارته للعديد من القضايا البارزة، من بينها سقوط طائرة الركاب الروسية في أكتوبر الماضي، كما أنه يواجه غضب إيطاليا بعد وفاة أحد مواطنيها على يد قوات الأمن في مصر.