اهتمت الصحف العالمية بنتائج تحقيقات مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، حيث أكدت الصحف أن رواية التحقيقات التي قدمتها السلطات المصرية حول مقتل ريجيني غير منطقية. وفي هذا السياق؛ تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية بلهجة تشكيكية إن الشرطة المصرية تدعي أنها أطلقت النار على العصابة التي قتلت جوليو، وتابعت الصحيفة لكن هل سيقنع ذلك إيطاليا التي يسودها الغضب والارتباك وتتابع القضية وتطالب السلطات المصرية بقول الحقيقة أيا كانت. وتابعت الصحيفة البريطانية أن الأدلة التي ساقتها السلطات المصرية في القضية تؤكد أن هناك عدة نقاط تم التستر عليها، وأضافت الصحفية أن جثة ريجيني عثر بها على علامات تعذيب، فضلا عن الضربات والحروق التي توجد على جسده، لكن برغم كل هذا رفض مكتب النائب العام ووزارة العدل استجواب أي شخص من أفراد الأجهزة الأمنية. وأضافت الصحيفة أن سياسيون إيطاليون يشككون في نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية المصرية ويقولون للدولة المصرية "آسفون نحن لا نصدق إدعائاتكم "، وصرح النائب البرلماني فرانشيسكو فيريرا: ينبغي على الحكومة الإيطالية وأعضاء النيابة العامة ألا يصدقوا أكاذيب المسؤولين المصريين. وعلى صعيد متصل؛ قالت صحيفة «لاكوريرى ديلا سيرا» الإيطالية إن ريجينى كان يتواجد في القاهرة بشكل مؤقت، موضحة أن الطالب الإيطالى كان لديه شغف دائم بقضايا الشرق الأوسط، ما مكنه عام 2012 من الحصول على جائزة دولية تحت اسم «أوروبا والشباب» منحه إياها «المعهد الإقليمى للدراسات الأوروبية»، وقال صديق مقرب من جوليو، فى تصريحات ل«لا كوريرى ديلا سيرا»: جوليو كان أكثر احتراما لثقافة البلد الذي تستضيفه. أما صحيفة «الشمس 24 ساعة»، فقد بدأت تقريرها باستنكار مقتل الطالب ريجينى وذكرت أن جوليو العاشق لتراب مصر التي اختارها مقصدا لمستقبله قتل فيها، وأضافت أن الشاب الإيطالي كان لديه موعد في ذلك اليوم بالقرب من ميدان التحرير، ولسوء حظه كانت قوات الأمن تحكم سيطرتها على هذه المنطقة. وأضافت الصحيفة، بلهجة تبدو ساخرة للغاية: لا يعقل أن أنصار بيت المقدس، الذين يتخذون من سيناء مقرا لهم، جاءوا خصيصا ذلك اليوم للقاهرة لاستهداف جوليو وقتله. ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عن صديق مصري لريجينى قوله إن الطالب الإيطالي كان يسعى لمقابلة نشطاء نقابيين كجزء من بحث للدكتوراه، لكنه تعهد بعدم السعي لمقابلتهم في تلك الفترة القريبة من 25 يناير، مضيفا أن الخلفية السياسية للموضوع كانت محور التحقيقات معه شخصيا بعد اختفاء ريجيني. وقالت نيويورك تايمز الأمريكية إن هذا الحادث الوحشي جعل المسؤولين الإيطاليين والمواطنين مذعورين، بينما تؤكد مصر أنها أجرت تحقيقا نزيها تم بالتعاون مع نظيرتها الإيطالية، بما في ذلك تفتيش شقة ريجيني. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة المصرية أعلنت أنه من بين الأشخاص الذين اعتدوا على ريجيني ثلاثة متهمين في عدد كبير من الجرائم الأخرى الخاصة بسرقة الرعايا الأجانب. وتابعت الصحيفة أن المثير للشك رفض الشرطة المصرية ذكر الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لقتل الأشخاص المتهمين بدلا من القبض عليهم وتقديمهم للعدالة. ولفت موقع كامبردج نيوز إلى أن وزارة الخارجية الإيطالية لم تعلق على الخبر فور تداوله، لكن تطور الأمر إلى التشكيك والغضب من الحكومة المصرية وكتبوا إن وزارة الداخلية المصرية مازالت تدعي أن ريجيني قتل على يد عصابة إجرامية حتى لا نبحث في حقيقة اغتياله الغامضة يبدو أنهم فعلوا ذلك لإخفاء الحقيقة وحتى لا يمكننا التحقق منها. وتابع الموقع أن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي قال لن نقبل تلك الحقيقة السهلة وسوف نسعى للحصول على إجابات.