شهدت الساحة الدولية والإقليمية أحداثًا بارزة خلال هذا الأسبوع، بدءًا من اعتذار المغرب عن استضافة القمة العربية المقبلة، مرورًا بملف سد النهضة الإثيوبي وآخر التطورات الناتجة عنه في ضوء المفاوضات الأخيرة وتداعيات تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الأخير، وصولًا إلى إدارج اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي الإخوان كمنظمة إرهابية. أزمة القمة العربية اعتذرت دولة المغرب عن استضافة القمة العربية المقبلة، والتي كان مقررًا انعقادها بالرباط في شهر إبريل المقبل، وعزت الرباط رفضها لعقد القمة العربية لعدم جدواها في ظل التحديات التي يواجهها العالم العربي، وأن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها، وستتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي، وأن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية. هذا الرفض يعتبر انعكاسًا لأداء الجامعة العربية الضعيف في ظل التحديات والأزمات العربية الأخيرة، فتصريحات المغرب أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك ضعف الجامعة، التي تحتضنها وتقودها مصر منذ أكثر من 6 عقود، خرجت خلالها من دورها وطريقها الذي كان يُفترَض أن تسلكه، خاصة في الأزمات التي تهز المحور العربي؛ لتصبح تحت سيطرة حفنة من الدولارات والثروات النفطية العربية التي عملت على تغيير وجهتها من أن تكون ساحة ومنبرًا عربيًّا قادرًا على تحقيق الأمن العربي وحسم الخلافات العربية العربية، إلى ساحة لتحقيق المصالح الضيقة للدول صاحبة هذه الثروات، الأمر الذي أدى إلى ضعف الجامعة وتراجع دورها على الساحة الدولية. هذا الدور البعيد كان واضحًا في أغلب مواقف الجامعة من قضايا المنطقة السابقة والراهنة، فبدءًا من الصراع العربي الإسرائيلي الذي وقفت الجامعة العربية أمامه صامتة مكتفية بإصدار البيانات الغاضبة والشاجبة لما يحدث من انتهاكات إسرائيلية، ولم تقدم على مر هذا الصراع ما كان من المفترض أن تقدمه، كما انتقد السياسون موقف الجامعة العربية من ضرب أمريكا للعراق وضرب الناتو لليبيا، ولم يختلف تقسيم السودان عن كل ذلك، حيث كان الصمت العربي من الأسباب التي أدت إلى حسم هذه القضية، ليس في صالح الدولة السودانية الموحدة، الأمر الذي أكده مختصون بأن الجامعة العربية تركت السودان حتى انفصلت وتقسمت وتبعثرت، وأصبحت هناك دولة الشمال ودولة الجنوب. ورغم الأهمية لم يخض الكثير من المصريين والعرب في الأسباب التي أدت إلى اعتذار المغرب عن استضافة القمة، وهي واضحة جدًّا للعيان، وبدأ الكثيرون وعلى رأسهم الجامعة في الاهتمام بمن سيوافق على عقد القمة المقبلة على أرضه، حيث إن المغرب وضعت الجامعة في مأزق وارتباك وتساؤلات حول من يستضيف القمة المقبلة. ووفقًا للائحة الجامعة، يتم نقل القمة في حالة اعتذار الدولة المستضيفة إلى الدولة التي تلي استضافتها حسب الحروف الأبجدية للدول العربية، وقالت الجامعة في تصريح لها على لسان السفير أحمد بن حلي إنه باعتذار المغرب تؤول القمة لموريتانيا. اعتماد السفير المصري بإسرائيل فتح تطور العلاقات المصرية الإسرائيلية في المرحلة الأخيرة الباب لإثارة الجدل حول توجه السياسية الخارجية المصرية خلال الفترة المقبلة ودورها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، الدور الذي كان يصب دائمًا لصالح القضية الفلطسينية والعالم العربي منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وتراجع في عهد السادات، وتغاضى عنه حسني مبارك، حتى وصلنا إلى الوقت الراهن الذي نشهد فيه تحسنًا محلوظًا في علاقات تل أبيب والقاهرة، وأصبح لا يتخوف أي مسؤول أو إعلامي من أن يخرج علانية ليؤكد أن خطورة الكيان الصهيوني على مصر أقل من أي فصيل فلسطيني مثل حماس. على المستوى الدبلوماسي والرسمي سلم حازم خيرت السفير المصري الجديد أوراق اعتماده لرئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوبين ريفلين في مقر إقامته بالقدس، بعد ثلاث سنوات من استدعاء مصر سفيرها من تل أبيب، احتجاجًا على حرب الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة عام 2012. وعلى المستوى البرلماني التقى عضو البرلمان توفيق عكاشة السفير الإسرائيلي "حاييم كورين" في منزله بمحافظة الدقهلية، وبحث معه فرص التعاون بين مصر والكيان الصهيوني فى المجالات الاقتصادية والزراعية والتعليمية. اعتبار الإخوان جماعة إرهابية في أمريكا وافقت اللجنة القضائية فى مجلس النواب الأمريكى الخميس على قرار يطالب وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان «منظمة إرهابية أجنبية». وصوتت اللجنة التى يشكل الجمهوريون أغلبية فيها بالموافقة على القرار بأغلبية 17 مقابل 10، مضيفة أن المؤيدين لهذا الإجراء يعتبرون أنه إذا صدر قانون بهذا المعنى من الكونجرس بمجلسيه، فإن هذا يعنى أن الولاياتالمتحدة عليها منع دخول الأفراد الذين يرتبطون بجماعة الإخوان، ما داموا ليسوا مواطنين أمريكيين أو يحملون الجنسية الأمريكية، فى حين أنه سيتعين على الأفراد الذين يقدمون دعمًا ملموسًا لهذه الجماعة مواجهة عقوبات جنائية. مشروع القرار الذى أقرته اللجنة أعده النائب الجمهورى عن ولاية فلادلفيا "ماريو دياز بالارت"، ويحمل عنوان «قانون اعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية»، ويحظى القرار بدعم عدد من الأعضاء البارزين باللجنة، ومن بينهم السيناتور تيد كروز المرشح الجمهوري للرئاسة. وفي التفاصيل يطالب مشروع القرار الإدارة الأمريكية ببيان أسباب عدم وضع الجماعة على قوائم الإرهاب خلال ستين يومًا، استند في متنه على جملة من الأمور أبرزها تصنيف كل من السعودية والإمارات ومصر وروسيا للجماعة على أنها إرهابية، والثلاث الأولى منها دول إسلامية، كما أشار إلى أن أعضاء الإخوان الموجودين في أمريكا يسعون لتطبيق الشريعة الإسلامية. ولكي يدخل القرار حيز التنفيذ يلزمه موافقة مجلسالشيوخ والنواب عليه، وموافقة الإدارة الأمريكية، فيما تجري في هذا العام الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يبتعد فيها كافة الأطراف المتصارعة عن التعبير عن اتجاهاتها السياسية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، ما يؤكد أن القانون قد يتم تأجيل اعتماده أو الموافقة عليه على الأقل هذا العام، وهو ما يصعب فكرة تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في الوقت الراهن.