تسبب نفوق المواشي بقرى عديدة بمحافظة الغربية في خسائر فادحة للفلاحين، الذين قدموا العديد من الشكاوى لمسؤولي الزراعة والصحة والإدارات البيطرية بإصابة مواشيهم بالحمى القلاعية دون جدوى. وأكد العشرات من أهالى قرية ميت حبيش القبلية التابعة لمركز طنطا تفشي مرض الحمى القلاعية ونفوق مئات من الماشية بالقرية والقري المجاورة؛ مما سبب لهم خسائر فادحة، وأبدى الأهالي غضبهم؛ لعدم تعويض الحكومة لهم بعد فقد مصدر رزقهم، في الوقت الذي تفرض فيه رسومًا للعلاج، بدلًا من عمل حملة بالقرى المنكوبة؛ لتفادي انتشار المرض. وقال إسماعيل الغباشي، مربي مواشي عجول بقرية مشال التابعة لمركز بسيون، إنها تصاب فجأة بارتفاع في الحرارة وضعف وفقدان للشهية، يؤدي لتوقف اللبن الذي يعتمدون عليه فى معيشتهم، متسائلًا "أين محافظ الغربية؟ الأهالي اتخرب بيتها. المنزل الواحد فيه أكتر من خمس رءوس نافقة". واتهم خليفة العيارب، صاحب مزرعة مواشى بقرية أبيار التابعة لمركز كفر الزيات، مسؤولى الزراعة ووحدات الطب البيطري بالقرى بالإهمال وتجاهل المشكلة وعدم القيام بدورها في توعية المزارعين بالتخلص الآمن من المواشي النافقة، والتي يضطر المزارعون لإلقائها في المصارف والترع؛ مما يزيد من حجم انتشار المرض. وقال فتحي الدعلوب، مزارع من قرية العتوة التابعة لمركز قطور: بعد نفوق المواشي لم يتحرك ساكن لأي مسؤول في المحافظة لمواجهة طوفان الحمى القلاعية المسيطرة على القرى. صارخًا "بيوت الفلاحين اتخربت، والعدوى في تصاعد، ويتم معالجة الماشية بأكثر من ألف جنيه وبتموت. يعني موت وخراب ديار. ضماير المسؤولين اللى ربنا ابتلانا بيهم ماتت، ورواتبهم اللي بيحصلوا عليها من الدولة حرام فيهم"، وذلك على حد قوله. وكشف رأفت بيومي، طبيب بيطري، أن أسباب انتشار المرض موافقة الدولة لجهات وأشخاص باستيراد اللحوم وإدخال مواشي من دول، مثل السودان وإثيوبيا وأستراليا، دون أي دراسة عن مخاطر جلب هذه الحيوانات، التي لا تملك مقاومة الأمراض المنتشرة في البيئة المصرية، وتحمل فيروسات شرسة، يمكنها أن تقضي على ثرواتنا الحيوانية بالكامل. من جانبه أفاد الدكتور السيد مصطفى الشيخ، مدير مديرية الطب البيطري بالغربية، أنه بالاشتراك مع كلية الطب البيطري، تم تنفيذ عدة قوافل بيطرية؛ للكشف على المواشي وعلاجها بالمجان في القرى التي ظهرت فيها حالات نافقة بسبب الحمى القلاعية، وتم تشكيل لجان لحصر جميع الخسائر في الثروة الحيوانية والداجنة بالمحافظة، مشيرًا إلى أن عدم تطعيم الفلاحين للمواشى قبل ظهور المرض تسبب في انتشاره.