للطحالب المائية "عذبة – مالحة" أهمية كبيرة على المستوى العالمي، فقد تم استخدامها في الغذاء وعلاج بعض الأمراض، وأخيرًا أصبحت مصدرًا لإنتاج الوقود الحيوي، وجسم النبات الطحلبي لا يمكن تمييزه مثل باقي النباتات الراقية "جذر – ساق – أوراق"، وتحتوي الطحالب على مادة الكلوروفيل، وبذلك تكون ذاتية التغذية، وتوجد ألوان عدة للطحالب، كالخضراء والصفراء والذهبية. ومن جانبها قالت الدكتورة نادية حجازى، رئيس شعبة الطحالب بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، إن للطحالب البحرية فوائد صحية كبيرة للإنسان، فهى مصدر غنى بالمعادن الأساسية كالماغنسيوم والكالسيوم والنحاس والبوتاسيوم والسيلينيوم والزنك واليود والحديد، كما أنها تحتوى على بعض المواد المضادة للأكسدة، والمغذيات الحيوية اللازمة للنمو السليم لجميع الفئات العمرية، كالفيتامينات والألياف، وأوميجا 3 الدهنية، وجميع الأحماض الأمينية الأساسية، وكمية قليلة من الدهون، كما وجد أنها تفيد فى علاجالأورام السرطانية، مثل سرطان القولون والدم، كما أنها فعالة فى القضاء على سرطان الثدي. وأكدت حجازي أن البحوث العلمية أثبتت أن الطحالب البحرية الصالحة للأكل لها تأثير مضاد للبدانة، حيث تساعد فى الحد من تراكم الدهون، نظراً لقدرتها على تعزيز أكسدة الدهون، وتساعد فى دعم امتصاص المواد الغذائية وتسهيل عملية التمثيل الغذائى للدهون، كما ثبت أن المركب "فوكوكسانثين" الموجود فى الطحالب البنية له فعاليته فى التأثير المضاد لمرض السكرى، إضافة إلى أن حمض الألجنيك المستخرج من الطحالب البحرية مفيد فى تصنيع قوالب الأسنان، كما أن الأعشاب البحرية لديها القدرة على تطهير الجسم وازالة السموم منه، مشيرة إلى خصائصه المضادة للفيروسات، وثبت أن لها تأثيرًا وقائيًّا ضد فيروس الإنفلونزا، وهي مفيدة فى الحفاظ على مستويات أقل من الدهون الثلاثية والكولسترول فى الجسم، وهذا يساعد فى الحفاظ على صحة القلب والدورة الدموية، ويمنع تصلب الشرايين وأمراض الشرايين الطرفية، وهي مضادة للشيخوخة، وتمثل عنصراً مفيداً فى تصنيع مستحضرات التجميل والعناية بالجلد والبشرة والشعر، لاحتواء مستخلصاتها على العديد من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. موضحة أن للطحالب البحرية تأثيرًا إيجابيًّا على تحسين البيئة والتربة، وتستخدم فى تصنيع الأسمدة، ومعالجة مياه الصرف الصحى، لخفض محتوى الماء من النيتروجين والفوسفور قبل وصول المياه إلى الأنهار أو البحيرات، كما تساعد فى التخلص من المعادن السامة الناتجة من النفايات الصادرة عن الصناعات كمصدر للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى أنها تعد خياراً جيداً لتغذية الأسماك والماشية، وإنتاج الديزل الحيوى، كما أنه تم التخلص من عنصر الكروم سداسى التكافؤ (وهو من المعادن الثقيلة التى تلوث البيئة) باستخدام الكتلة الجافة من طحلب سارجسام هورنشوشاى، لافتة إلى أن هذا الطحلب مستوطن فىشواطئنا بالبحر المتوسط وله قدرة كبيرة على إزاحة الكروم من المحلول المائى. ومن جانبه قال الدكتور محب البيومي بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية إنه يوجد أكثر من ألف نوع من طحالب المياه العذبة الموجودة بنهر النيل والبحيرات العذبة والأراضى الرطبة، وتستخدم كمؤشر على درجة نظافة المياه من عدمها فقط، حيث تؤدى زيادة نسبة تلوث المياه إلى خروج عنصرى النيتروجين والفسفور عن النسب الطبيعية (16 نيتروجين: 1 فسفور) التى تحقق التوازن البيئى للكائنات الحية الموجودة بالمياه، ويؤدى هذا الخلل إلى زيادة نسبة الطحالب فى المياه عن المعدل الطبيعى لها، مما يتسبب فى نفوق الأسماك نتيجة لاستهلاك الطحالب للأكسجين المذاب فى المياه. وأضاف البيومي أن هناك بعض الطحالب التي يتم استخدامها كمكمل غذائى؛ لاحتوائها على نسبة مرتفعة من البروتين، والتى توجد منها حاليًّا أنواع عديدة فى مصر، كما أن هناك نسبة كبيرة من الطحالب التى تستخرج منها مستخلصات طبيعية، مثل مادة البيتا كاروتين، وهى مصدر لفيتامين (أ)، وتستخدم أيضًا كمكمل غذائى، كما وجد أن للطحالب الخضراء المزرقة القدرة على تثبيت النيتروجين الجوى وتحويله إلى مواد آزوتية تعمل على خصوبة التربة، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تبدو واضحة فى حقول الأرز، كما يمكن استخدامها كمصدر للوقود الحيوى. ولفت الدكتور محب إلى أنه لا توجد دراسات على الطحالب تتم بالجامعات المصرية تضاهي أهميتها؛ لقلة الإمكانيات المادية ونقص الأجهزة والمعدات المطلوبة، حيث تنحصر معظم التجارب التى تجرى على هذا النوع من الطحالب (طحالب المياه العذبة) فى بحث أنواعها، ومدى ارتباطها بالبيئة كمؤشرات لحجم التلوث، كما أنها تتم على الطحالب وحيدة الخلية المعلقة فى عمود الماء؛ لسهولة زراعتها فى المعامل، مشددًا على ضرورة زراعة الطحالب بكميات كبيرة؛ لإتاحة استخدامها على نطاق واسع فى المجال الصناعى، كما اقترح قيام الجامعات بإنشاء شركات خاصة لتطبيق أبحاثها والاستفادة من شباب الخريجين، خاصة وأنه تتم حاليًّا دراسة سبل الوصول إلى إنتاج وفير من الهيدروجين من بعض أنواع الطحالب باستخدام الهندسة الوراثية كمصدر للطاقة.