أكتب هذه الرسالة إلي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وأنا أعلم أنها لن تصل إليه، لكن لعل وعسى! سيادة الرئيس تربيت كغالبية المصريين على حب الوطن وفدائه بدمي إذا تطلب الأمر ذلك، وتربيت أيضا في بيت اليسار المصري على أن الفقراء أولاً والعدالة الاجتماعية أولاً وحقوق العاملين أولاً. وتعلمت أن الانتقاد لا يعني كوني خائن للبلد أو عميل لجهة ما، انتقادي هو حب لبلدي؛ التي أريد أن أراها قد الدنيا؛ لأنها أم الدنيا، فنعم تحيا مصر التي نعشق ترابها وفقراءها وشوارعها وحواريها وآثارها، والذي لابد أن تعلمه سيادة الرئيس أن مصر نور عنينا إحنا بجد مش كلام، واسأل شوارع وميادين مصر هتقولك أن مصر نور عين كل المصريين، لكن أين حقوق الفقراء يا ريس؟! منذ نعومة أظافري وأنا لا أري فقيراً يأخذ حقه في هذه البلد. رأيت كثيراً من الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها فقراء الوطن للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وبحقوقهم المشروعة. رأيت العمال يعتصمون من أجل 100 جنية زيادة في رواتبهم التي يلتهمها ارتفاع الأسعار والتضخم؛ نتيجة السياسات الاقتصادية التي يتبعها مجموعة من الهواة أصبحوا وزراء. أعطاني عملي كمتدرب في مهنة الصحافة، أن أتواصل مع خبراء في كثير من المجالات، ومن حديثي معهم عرفت أن "اللي مالوش ضهر يضرب على بطنه". يا ريس معظم القرارات التي يتخذها وزراءك تصب في صالح رجال الأعمال والأغنياء، أما الفقراء ليهم ربنا، يعني إيه يتم إلغاء الضرائب علي البورصة؟! ويتم فرض ضرائب علي الفقرا، اللي مرتباتهم مش مكفياهم، يعني إيه يتم إلغاء الدعم عن الفقراء؟!، يعني إيه ما يبقاش في مساواة وعدالة في توزيع الضريبة؟! يعني إيه المصري يقدر يعيش ب 2 جنية في اليوم، وفي ناس تقبض 50 ألف جنية. لا أخفيك سراً يا ريس أني كنت في معظم حديثي لازم أطرح سؤال إيه الحل؟، وكانت الإجابة بتكون سهلة: فرض ضرائب تصاعدية تقوية القطاع العام والتعاونيات؛ لمنافسة القطاع الخاص الاتجاه إلى إقامة اقتصاد حقيقي عن طريق الزراعة والصناعة توزيع عادل للمرتبات بتطبيق الحد الأقصى قبل الحد الأدنى للأجور. انتهاكات الداخلية يا ريس في زيادة مستمرة، وصلت للاعتداء علي المحامين والصحفيين، بشكل يخليني أقول أن ما يحدث مع المواطن البسيط أكيد أفظع من اللي بشوفه في فيديوهات التعذيب، يبدو أن السياسات واحدة ولم تتغير رغم الثورة. ويظهر برضه يا ريس أن الكلام ملهوش لذمة بس هنقوله يمكن يوصل في يوم من الأيام ونجيب حق الفقراء . بص يا ريس الشعب المصري كله عارف أن فيه إرهاب وإن الجيش بيحاربه وعلشان كده واقفين ورا أبناء القوات المسلحة حتى النصر؛ لأن دي مصر اللي قولتلك في الأول أنها نور عنينا بجد، وكل مصري مستعد أنه يحارب الإرهاب مع الجيش، بس ياريت يا ريس وإحنا بنحارب الإرهاب يبقي في حلول لمشاكل الفقراء؛ لأن البلد بقت ناس معها فلوس كتير، وبتنهب أكتر، وناس مش لاقيه تاكل. حاجة أخيرة يا ريس، معلش بتقل عليك، ياريت تقول للوزرا يسكتوا ويشتغلوا؛ علشان لما بيتكلموا بيقولوا حاجات تستفز الناس الغلابة قولهم "عيب ميصحش كده".