سيادة الريس.. هكلمك بصراحة، أنا عايشة فى البلد ببنتى بهرب بيها من الموت.. والأهم من الموت إنى بهرب بيها من «الخطف».. آه يا ريس، إحنا أطفالنا بيتخطفوا عادى من جنبنا لإن قانوننا بيحافظ على حرية «الخاطف»، يخطف ويغتصب وفى الآخر ترسى على 3 سنين سجن، ده لو، وبقول لو، اتقبض عليه أصلاً! وده طبعاً فى حالة إن الخاطف شخص ماعندوش مؤهلات (نفوذ أو فلوس) إنما لو الخاطف أو المغتصب عندة مؤهلات فال3 سنين سجن دول بياخدهم والد المخطوف! يا ريس إحنا بقينا بدل ما نقول لولادنا: «كل أكلك كله.. وخليك شاطر» بقينا نقولهم ازاى يهربوا من الاغتصاب أو الخطف! وهوّ ينفع كده بس؟ ينفع؟! يا ريس البلد حسستنى بالذنب تجاه بنتى، أقسم بالله العظيم لما ببص لعيونها وهى نازلة المدرسة ببكى وبودعها لإنى عارفة إن الثانية دى ممكن تكون آخر وقت يجمعنى بيها عايشة لأنها نازلة فى «مصر» فاحتمال بنسبة 90٪ ماترجعليش أياً كان السبب بقى.. تاكل أكل فاسد فتموت.. وهى طالعة من المدرسة تنفجر قنبلة من القنابل اللى السادة المسئولين بيقولوا عليها بدائية الصنع وبتموّت «بشويش» وبتنفجر بس «بهدوء»! أو تموت فى باص المدرسة لأن الحمد لله مفيش رقابة مرورية فسواقين باصات المدارس بيجروا بالعيال عشان يوصلوهم للآخرة! وطبعاً كعادة الإسعاف المصرى بيوصل مكان الحادث بعد ما يكون ربنا حاسبهم، وخلاص بنرش رشتين الميه فوق قبرهم! أو ممكن بقى يا ريس لو ربنا كرمها وطلع حظها حلو متموتش بس يطلعلها مدرس يغتصبها فى مدرسة يملكها ناس مهمين فتعيش ميتة والبلاغ يتحفظ وييجى هنا دور «القانون» فى إنه يعزفلى مقطوعة «الصبر جميل».. طب احنا الكبار نتمرمط ونموت عادى، والله قابلة، بس الأطفال ليه مفيش قانون يحميهم؟ ولو فيه قانون ليه مابيتنفذش فى حال إن الخاطف أو المغتصب «ابن ناس مهمين»! يا سيادة الريس، هكون صاحبة نية طيبة وأعتبر إن حضرتك ماتعرفش حاجة، وهقول لحضرتك كلمتين.. يا ريس، القانون فى مصر ما هو إلا آلة بيعزف عليها رجال المال والسلطة وبس. يا سيادة الريس، لما إحنا اللى ندافع عن حقنا بدراعنا فى دولة المفترض يتوفر فيها قانون يحمينا يبقى احنا كده عايشين فى «ستار بكس» مش فى دولة! سياسة «هلب يور سيلف» اللى مسيطرة على مصر مش هتنفع، والله ما هتنفع! يا ريس، وحياة ربنا خوفى على بنتى وخوف كل أم على ولادها خلانا مش عارفين نعيش.. خوفى عليها لتتقتل ولا تُغتصب ولا تتخطف ولا تموت بسرطان من أكل البلد قاتلنى مخلينى أفقد أى حب ناحية مصر.. يا سيادة الريس، إيه هيبقى للبلد لما المصرى فيها يكره إنه مصرى؟ يا سيادة الريس، أرجوك ضم لقائمة محاربتك للإرهاب، إرهاب رجال السلطة والمال لإنهم أقذر من إرهاب داعش.. يا ريس، حارب فساد السلطة وخلى القانون يبقى حمايتنا مش آلة موسيقية بنسمع بيه دندنة تصبّر صاحب الحق بأغنية «الظالم راجل سلطجى فعفواً لقد نفد حقك». آسفة يا ريس على كلامى، بس لما الحقوق تبقى رفاهيات ومطلوب منى إنى أبطّل دلع واستغنى عنها يبقى لازم أكتب واقول إنى مش قابلة بالوضع.. مفيش أولويات للحكومة قبل إن المواطن «يعيش»، مفيش اختيارات بين الحقوق.. يا نعيش صح يا تستسلموا وتستوردوا لمصر حد يابانى كده أو إماراتى وييجى يظبط أداء البلد.. لأن حكومات وقوانين «صنع فى مصر» طلعت «صينى» يا ريس.