يسهل حركة نقل البضائع وتحقيق التنمية.. ماذا قالوا عن قطار سيناء؟    8 أكتوبر 2024.. البورصة تختتم تعاملاتها على انخفاض جماعي.. و«إيجي إكس 30» يهبط 3%    متوقع انخفاضها قريبًا.. أسعار البن في السوق المحلي بعد الزيادة الجديدة في شهر أكتوبر    قرار جديد من وزير التموين بشأن أوزان عبوات الشاي (تفاصيل)    المالية: نستهدف توفير المزيد من السيولة لمجتمع الأعمال وسرعة إنهاء المنازعات القديمة    لمدة 4 ساعات.. قطع مياه الشرب في مدينة طوخ بسبب «غسيل الخزان»    17 شهيدا في قصف إسرائيلي على وسط غزة.. وتحذير من خروج مستشفيات الشمال عن الخدمة    بعد عام من الحرب.. شهادات مأساوية لجراحين عن الوضع في غزة تحت القصف    مران الزمالك يشهد تصعيد ثنائي وسط فريق الشباب مواليد 2005    «القوة تظهر في الملعب فقط».. تصريحات مُثيرة من «شباب بلوزداد» عن مواجهة الأهلي بدوري أبطال أفريقيا    ريال مدريد يحدد طبيعة إصابة ميليتاو    مصرع 2 وإصابة 15 في حادث انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    أعمال ألكسندر صاروخان ضيف شرف أكبر مهرجان للكاريكاتير بفرنسا    في ذكرى ميلاده.. هذا سبب رفض أحمد مظهر فيلم "لصوص لكن ظرفاء"    د. حسن الشافعي: دور الفتوى في بناء الفرد والمجتمع ليس كلاما نظريا بل حقيقة عايشناها بالفعل    وزير الصحة: مصر تعزز جهود التبرع بالأعضاء من خلال مبادرة «تبرع مصر حياة»    جامعة قناة السويس تطلق قافلة شاملة إلى جنوب سيناء ضمن احتفالات أكتوبر    ضم أول قائمة بيانات لعمال التراحيل إلى منظومة العمالة غير المنتظمة وصرف أول منحة لهم    قوات الاحتلال تعتقل نحو 30 فلسطينيا من الضفة الغربية    الأنبا يواقيم يزور ديوان عمدة قرية كومير بالأقصر لتعزيز الروابط الاجتماعية (صور)    من فاز بجائزة نوبل للفيزياء 2024؟.. إنجازات في التعلم الآلي    السيسي: طول ما القوات المسلحة يقظة ومستعدة وشريفة مفيش خوف من حاجة    نشوى مصطفى: لطف ربنا ودعوات الناس الطيبة وخالد النبوى أنقذونى من الموت    رئيس جامعة الأزهر: الفتوى شفاء من الحيرة ويجب البعد عن التشدد والتساهل    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة غدا الأربعاء 09 - 10 -2024    إصابة 5 طلاب بحادث سير حال توجههم لجامعة المنصورة    احذروا.. العسل في هذه الحالة قد يسبب السرطان    أمين البحوث الإسلامية: الفتوى تساعد على بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة    كيم جونغ أون: كوريا الشمالية ستسرع خطواتها لتصبح قوة عسكرية عظمى    بعد عام على أحداث غزة .. كندة علوش تجدد دعمها للقضية الفلسطينية    رئيس جامعة القاهرة يبحث مع محافظ الجيزة تعزيز أوجه التعاون لخدمة المجتمع    بدء التشغيل التجريبي لقطارات السكك الحديدية فى سيناء.. انفوجراف    تأجيل محاكمة المتهم بقتل سائحة سويسرية بالفيوم لاستكمال طلبات الدفاع    رئيس جامعة سوهاج: نعمل على تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية «بداية»    «هما إثنين متجوزين بيتخانقوا على القايمة».. شوبير يكشف عن مهزلة في لجنة الحكام    الدعاء في يوم الجمعة: فضله وأهميته في حياة المسلم    35 ركلة ترجيحية بين سموحة والزمالك.. وفرج عامر: «هنسجلها في موسوعة جينيس»    السيسي: الشعب الفلسطيني من حقه العيش في دولة مستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل    وفد «التعليم العالي» يشارك في مبادرة بوابات التعلم الرقمي العام بإندونيسيا (تفاصيل)    انطلاق فعاليات الدورات التدريبية لمقدمى المشورة الأسرية بصحة الدقهلية    علماء روس يطورون ذراعًا اصطناعية لاستعادة حركة اليد بعد الإصابة بالسكتات الدماغية    مستاء من المتاجرة بمرضه.. محامي مؤمن زكريا يكشف آخر التطورات "واقعة السحر" | فيديو    رئيس الكنيسة الأسقفية يشارك في ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" بدار الإفتاء    المتهم بقتل الطفلة السودانية «جانيت» يصل مقر محاكمته    الأمم المتحدة تحذر من انهيار النظام الصحي في لبنان    مدرب وادي دجلة يكشف أسرار تألق عمر مرموش مع آينتراخت فرانكفورت    الخميس المقبل.. "من انتصارات حرب أكتوبر إلى إنجازات الجمهورية الجديدة" بعين شمس    قائد الجيش الثاني الميداني ل الرئيس السيسي: جاهزون لتنفيذ أي مهام نُكلف بها    7 معلومات عن ابنة إيمان العاصي بعد ظهورهما في «صاحبة السعادة».. لاعبة كرة    مسئول أمريكي: الصين لا تسعى للتأثير على الانتخابات الرئاسية في بلادنا    "وضعتها بمكان سرى".. اعترافات المتهمة بتهريب عملات أجنبية بمطار القاهرة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المكسيكي تطورات مقتل 3 مصريين في حادث إطلاق نار    فريد زهران: دعم التحالف التقدمي العالمي للقضية الفلسطينية وإسقاط عضوية إسرائيل انتصار للضمير الانساني    على طريقة غراب هابيل قابيل، تفاصيل قتل فلاح لشقيقه الأكبر بطوبة ودفنه في فسحة منزله بأسيوط    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    محمد أبو الوفا رئيسا لبعثة منتخب مصر في موريتانيا    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«تفجيرات باريس».. هل قررت المخابرات العالمية التخلص من «داعش»؟
نشر في البديل يوم 14 - 11 - 2015

يتسم نشاط تنظيم داعش بديناميكية سريعة مثيرة للغاية، سرعان ما ينقل بؤرة نشاطه من منطقة لأخرى بسرعة عالية، من سوريا إلى العراق، ثم اليمن، وبعدها لبنان، وأخيرا فرنسا، وهذا الانتقال الديناميكي السريع يحتاج إلى قدرات هائلة من المال والظروف المناسبة، وبدون دعم دول كبرى لها مصالحها ونفوذها في مثل هذه المناطق لا يمكن أن تتم هذه الحركة الديناميكية الخطرة، كما أن عمليات داعش اتسعت بشكل لا يدع مجالا للريب من أنها مدعومة عالميا، فقد شملت عملياتها العراق ومصر وسوريا واليمن وتركيا وفرنسا وغيرها، فهل يحدث كل هذا من دون دعم كبير، وبدون إسناد دولي متمكن ومتجذر في العالم؟.
سؤال يوجه إلى داعش، كما تم توجيهه من قبل لتنظيم القاعدة، لماذا لم يظهر أي نشاط داعشي في الكيان الصهيوني مثلا؟.
الربط بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة مقبول جداً فكلاهما يحملان نفس الأيديولوجيات، ولكن بالرجوع إلى تاريخ القاعدة نجد أنها صناعة أمريكية بامتياز، حيث أظهر تسجيل فيديو اعترافات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن واشنطن دعمت تنظيم القاعدة ماليا منذ عشرين عاماً، وأشارت إلى أن تلك العناصر تم استقدامها من السعودية، وأضافت أن أمريكا صنعت تنظيم القاعدة للتغلب على الاتحاد السوفيتي للحد من قدرته على السيطرة على آسيا الوسطى.
صحيح أن تنظيم القاعدة صناعة أمريكية، ولكنها في نفس الوقت هي مَن أحرقته، فبإحراقه استطاعت أن تسيطر على منابع النفط في أفغانستان والعراق، وكان منفذاً لهيمنتها على العالم بعد أحداث 11 سبتمبر، الذي كان عبارة عن سلسلة من الهجمات استهدفت عدة أماكن بأمريكا في توقيتات متزامنة.
وعلى ما يبدو أن المخابرات الدولية قررت التخلص من داعش، فكانت هجمات 14 نوفمبر في باريس، التي كانت عبارة عن سلسلة من الهجمات المتزامنة في باريس، راح ضحيتها أكثر من 120 قتيلا، ولكن لماذا تتخلص المخابرات الدولية ومن خلفها الولايات المتحدة من داعش وفي هذا التوقيت؟.
التدخل الروسي العسكري في سوريا
سرَّع التدخل الروسي من قرار الولايات المتحدة وحلفائها للتخلص من داعش، فبالرجوع إلى كلمة هيلاري كلينتون بأن دعم واشنطن للقاعدة كان للحد من سيطرة الاتحاد السوفيتي على آسيا الوسطى، وقتها قامت أمريكا بدعم القاعدة لمحاربة الخطر الأحمر، وعندما أرادوا السيطرة على الأرض أحرقوا تنظيم القاعدة بذريعة محاربة الإرهاب ليسيطروا على أفغانستان، في الوقت الراهن، السيناريو لم يتغير، الأماكن وحدها هي ما تغيرت، فبدلاً من شرق آسيا أصبح الشرق الأوسط، وبدلاً من الاتحاد السوفيتي أصبحت روسيا، وبدلاً من أفغانستان أصبحت سوريا، و بعد التعديل في كلمة هيلاري كلينتون لتتناسب مع الوقت الحالي فتصبح "واشنطن دعمت داعش للحد من سيطرة روسيا على الشرق الأوسط"، فبعد دخول الروس إلى سوريا وجدت الدول التي صنعت داعش، بأن داعشها الذي صرفت عليه الكثير ومولته وقضت سنين لصناعته بهدف الاستفادة منه في إثارة الأزمات في المنطقة للدخول من خلاله عسكرياً فيما بعد بالبلد الذي تستهدفه كما فعلت مع تنظيم القاعدة، سيذهب مع الريح في حالة ما استطاع الروس القضاء عليه، وعلى ما يبدو بأن افتعال هذه الهجمات الباريسية سيجعل لها ذريعة للتدخل بشكل مباشر في سوريا والعراق، وبالتالي لا تجعل الشرق الأوسط ساحة يتفرد بها الدب الروسي.
الهجمات الباريسية جعلت من فرنسا لها ضحايا من وراء داعش، وبالتالي ستفتح لها مجالاً أكبر في المناورة بالملف السوري، وعلى ما يبدو بأن فرنسا والولايات المتحدة اكتشفتا عدم صواب قرارهم بعدم محاربة داعش في سوريا والعراق وقررتا تصويب هذا القرار، وما كان مرفوضاً بالأمس من فرنسا وحليفاتها بأنه من غير المقبول محاربة داعش لأن محاربتها ستساهم في بقاء الرئيس الأسد، أصبح ممكناً اليوم بعد هذه التفجيرات، وإذا كان التدخل الروسي في سوريا لحماية أمنه القومي، فالتدخل الفرنسي وحليفاتها بسوريا والعراق في حال حدوثه سيكون أيضاً لحماية أمنها القومي من الإرهاب، كما أن قضاء روسيا وحدها على داعش سيمنحها مظهر البطل وهو شيء لا تريده الولايات المتحدة وحليفاتها، خاصة أن روسيا تحاول استعادة ثنائية القطب من جديد.
انتصارات الجيش السوري
شهدت سوريا في الآونة الأخيرة انتصارات عديدة وسريعة للجيش السوري لم يكن آخرها استعادته لمطار كويرس بعد حصار دام ثلاث سنوات، انتصارات أقلقت الولايات المتحدة وحليفاتها، لاسيما وأن انتصار الجيش السوري على الإرهاب يعني رجوع الإرهابيين إلى بلدانهم، كما أن المعلومات الأولية تشير إلى أن أكثر من 2000 فرنسي مجندون في داعش، وبالتالي عودتهم إلى باريس ستشكل خطراً عليها، فالتفجيرات التي حدثت في باريس ستعطيها الغطاء اللازم لتبديل موقفها من داعش أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، وتكون بمثابة المخرج المشرف الذي بواسطته يستطيع الفرنسي النزول من أعلى الشجرة.
مؤتمر فيينا3
تزامنا مع عقد مؤتمر فيينا3، كانت تفجيرات باريس التي أعطت الولايات المتحدة وفرنسا مخرجاً مشرفاً إذا ما أرادت تغيير موقفها السياسي في فيينا3، وتغيير سياستها مع داعش، فكلنا يعلم أن روسيا وإيران أطراف مشاركة في مؤتمر فيينا 3، وكلا الدولتين كانتا تناديان بضرورة محاربة الإرهاب، مطالب دائماً ما كانت تصطدم بالتعنت الأمريكي والفرنسي، وجاءت هذه التفجيرات في باريس كالقشة التي سيتعلق بها الطرف الأمريكي وحليفه الفرنسي لحمايتهما من الغرق، فبدلاً من أن يكون تغيير نهجهم من داعش سببه الوعي الروسي الإيراني الذي طالبهم من البداية بمحاربة داعش، سيكون الآن التفجيرات هي التي جعلتهما تغيران وجهة نظرهما حيال داعش، وبالتالي لن تمنح روسيا انتصارا سياسيا عليها في المحافل الدولية، وفي نفس الوقت ستجد طريقة تستطيع من خلالها تبرير سياستها المتخبطة تجاه داعش أمام الرأي العام.
أزمة اللاجئين
اشتداد الأزمة في سوريا ألقى بانعكاساته السلبية على المجتمعات الأوروبية، فارتفع عدد اللاجئين السوريين لديهم، ما يتطلب سرعة في العمل على إنهاء الأزمة، وبما أن الأطراف المتصارعة في سوريا هي النظام السوري المدعوم من روسيا، وداعش من جهة، فالطرف الأسهل على أمريكا القضاء عليه لإنهاء الأزمة السورية هو داعش، والقضاء على داعش سيضمن لأمريكا وفرنسا تقليل عدد اللاجئين الذين أصبحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً عليهم، ومن جهة أخرى سيضمنون بأن لا يأتي إليهم لاجئون إرهابيون من سوريا إلى بلدانهم.
الاتفاق النووي الإيراني
على ما يبدو أن الاتفاق النووي الإيراني مع المجموعة 5+1 لعب دوراً بصورة غير مباشرة في الكشف المبكر عن نية أمريكا وحليفاتها في القضاء على داعش، خاصة أن فكرة فك الحصار الاقتصادي عن إيران بعد رفع الحظر عنها، سيعطيها أريحية كبيرة في محاربتها لداعش، فالاتفاق النووي اعتبره البعض اعترافاً أمريكياً بالدور الإيراني في المنطقة وطريقة جديدة في تعاطي واشنطن مع طهران، لاسيما وأن حليفها السعودي باتت سياساته في المنطقة عفوية وغير مدروسة تقودها الأهواء الشخصية وهو ما يهدد أمن المنطقة برمتها، وبالتالي الانفتاح الأمريكي الأوروبي على طهران ليس من باب المحبة، ولكن سياسة إيران بالمنطقة في محاربة داعش، المارد الذي صنعته أمريكا، وعلى ما يبدو أنها لن تستطيع أن تصرفه وحدها، أصبحت تروق لأمريكا وأوروبا، فتفجيرات باريس هنا جاءت متسقة مع فرضية أن الولايات المتحدة الأمريكية تنوي التخلص من داعش.
وفي هذه الحالة، هل تكون فرضية أن هجمات باريس من الممكن أن تكون من صناعة المخابرات العالمية والأمريكية واردة؟، ليغيروا من خلالها ملامح السياسة في العالم بشكل عام والشرق الأوسط على وجه خاص كما هو الحال في هجمات 11 سبتمبر، فالكذب والقتل والخداع وارد في السياسة الأمريكية، فغزو العراق كان مبني على كذبة، مفادها بأن العراق يمتلك أسلحة نووية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.