شهدت حرية الصحافة والإعلام هجمة شرسة خلال الفترة الأخيرة، تمثلت في عودة القبض على الصحفيين وممارسي المهنة، والإيقاف عن العمل للمخالفين في الرأي، ووصلت لحد إخفاء الصحفيين والإعلاميين، وانتهت أخيرا بإحالة أحد الصحفيين للنيابة العسكرية على خلفية كتابة أحد التحقيقات الصحفية، وذلك بعد انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي للإعلام، الذى ينشر الجهل – بحسب تعبيره. كانت الساحة الإعلامية شهدت القبض على ثلاثة صحفيين وإخفائهم لأيام، هم هشام جعفر، وحسام السيد، ومحمود مصطفى، أعضاء نقابة الصحفيين، قبل عرضهم على النيابة، بالإضافة إلى إيقاف الإعلامية عزة الحناوي، مذيعة التليفزيون المصرى، عن العمل وإحالتها للتحقيق بسبب انتقادها الرئيس في برنامجها ومطالبتها بمحاسبة المسئولين عن غرق الإسكندرية، انتهاء بإحالة الزميل حسام بهجت للنيابة العسكرية بتهم نشر أخبار كاذبة بسبب موضوعات نشرها على موقع مدى مصر، ما يشكل تحولا مقلقا في التعامل مع قضايا النشر وحرية الرأي والتعبير. يقول بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، لا يمكن قبول ما يحدث للصحفيين بتوجيه الاتهامات إليهم دون إخبار نقابة الصحفيين أولاً، موضحا أن الصحفي ليس فوق القانون، لكن علي الدولة أن تعي خصوصية التعامل معه من خلال نقابة الصحفيين. واستنكر "العدل" وقف المذيعة عزة الحناوي عن العمل لانتقادها الرئيس وإحالتها للتحقيق، الأمر الذى يجعل آلة الإعلام ملكا للسلطة وبوقاً لها، واعترض علي فكرة تطبيق قانون الإعلام الموحد، قائلاً :"لا يمكن أن يضبط الأداء الإعلامي، بل سيجعل الدولة تسيطر علي الصحافة والإعلام". وأكد مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة أن الحل يكمن في تفعيل دور نقابة الصحفيين؛ لأنه أساس العمل الصحفي والإعلامي لوقف الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الصحفيون، مطالبا بانطلاقة حقيقية تخرج من داخل الجماعة الصحافية يقودها مجلس نقابة الصحفيين ويتوحد معها الجميع لإيقاف الهجوم علي الصحافة والإعلام. ومن جانبه، قال أبو المعاطي السندوبي، عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، إن إيقاف المذيعة عزة الحناوي ومنعها عن العمل والقبض علي الصحفيين المعارضين للرئيس وتحويلهم إلي محاكمات عسكرية مثل حسام بهجت، خطوات اتخذتها السلطة لإرهاب وتخويف الصحفيين. ولفت "السندوبي" إلى أن الرئيس يريد أن يكون الإعلام صوتا واحدا للدفاع عن النظام الحالي، ولا يقبل بشكل من الأشكال وجود معارضة إعلامية له، مؤكدا أن الصحافة والإعلام هما مرآة المجتمع التي تعكس هموم ومشاكل الشعب، الأمر الذي لا يريده "السيسي"، بل يريد أن يكون الإعلام مرآة له ولسياساته فقط.