قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الحكومة المصرية منذ فترة طويلة تشجع السياحة في مدينة شرم الشيخ، حيث تحصنها ضد الهجمات الإرهابية، لكن الهجمات الإرهابية في شمال سيناء أثارت القلق حول السفر إلى قطاعات واسعة في البلاد، مضيفة أن شرم الشيخ تعد المكان المفضل للسياح الروس ذوي الميزانيات المحدودة، كما أنها النقطة المضيئة في صناعة السياحة المصرية المضطربة، ولكن الآن بعد تحطم الطائرة الروسية، تم تهديد سمعة المدينة السياحية. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن سبب الحادث لا يزال غير معروف، رغم أن تنظيم داعش أعلن مسئوليته عن إسقاط الطائرة، وهناك إدعاءات بأن إرهابيين اخترقوا مطار شرم الشيخ لزرع عبوة ناسفة داخل الطائرة، وترى الصحيفة أن معقولية هذا الإدعاء غير مؤكدة وتعني ضعف الدولة والأمن العام. من جانبه، قال "مختار عوض"، باحث مشارك في مركز التقدم الأمريكي، الذي يقيس العنف في مصر:" على الرغم من أن القتال يقتصر على شمال سيناء والصحراء الغربية، لكن الحكومة لديها طريق طويل لتكون قادرة على احتواء الجماعات المتشددة". وتوضح الصحيفة أنه في يوليو عام 2005 تعرضت شرم الشيخ لعمل إرهابي، حيث فجر مسلحون ثلاث قنابل ناسفة، طالت فندق فخم وسوق محلي وموقف سيارات، مما أسفر عن مقتل 90 شخصا على الأقل، وكان اعنف هجوم إرهابي في التاريخ المصري حين ذلك الوقت، وبعد أقل من عام تعرضت مدينة طابا لتفجير، وبعد بضعة أشهر تعرضت مدينة دهب لتفجير تسبب في مقتل أكثر من 20 شخصا. وعلى صعيد متصل؛ توقعت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن كارثة سقوط الطائرة الروسية المنكوبة فوق سيناء، ربما توجه "ضربة كبيرة" لقطاع السياحة في مصر، وتضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مأزق، يدفعه للتورط بشكل أعمق في القتال الدائر ضد الجماعات الإرهابية بسوريا، وفي تقرير بعنوان "كارثة يمكن أن تقضي على السياحة المصرية، وتدفع بوتين أعمق في سوريا"، قالت إن سبب تحطم الطائرة الروسية في سيناء ومقتل 224 راكبا على متنها مازالت غير واضحة، لكن الكارثة دفعت بالفعل شركات الطيران إلى وقف تحليق طائراتها في المنطقة، ما يشكل "ضربة كبيرة" لصناعة السياحة المتعثرة في مصر. واعتبرت المجلة أن هذا يمثل ضربة أخرى لصناعة السياحة في مصر، التي تشكل عنصرا رئيسيا في الاقتصاد المصري، الذي يعاني ركودا منذ سنوات بسبب مخاوف أمنية تشهدها البلاد، حيث ساهمت السياحة في عام 2014، بنسبة 11.3% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، ووفرت 14.4% من عائدات العملة الأجنبية، ووفقا لمجلس السياحة والسفر العالمي، فإن 1 من بين 9 مصريين يعتمد على العمل في السياحة.