خطاب انتقادي لاذع شديد اللهجه أطلقه الزعيم الجديد لحزب العمل البريطاني اليساري "جيريمي كوربين"، ليبدأ به أول مؤتمر لحزب العمال البريطاني منذ توليه زعامته، ويستكمل به معركته الانتقاديه المثيرة للجدل والتي جعلته يُلقب ب"نصير الفقراء". وجه الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني "جيريمي كوربين" انتقادات قاسية وهجوم لاذع ضد السعودية والبحرين بسبب قمع مواطنيهما، وقال "كوربين"، "لن يستفيد أمننا القومي بتقديم مثل هذا الدعم المتملق والخالي من الانتقادات لأنظمة أذكر منها اثنين فقط لكن هناك الكثير منها التي يمكنني ذكرها كالسعودية والبحرين"، ودعا رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" للتوقف عن "الدعم الخالي من الانتقادات" لهذين البلدين، وأضاف أن المملكتين "تتعسفان بحق مواطنيهما وتقمعان الحقوق الديمقراطية"، وأن أسلحة بريطانية تستخدم في "الاعتداء على اليمن". "كوربين" خص السعودية بالانتقاد أكثر من غيرها، حيث تحدث عن قضية الناشط الشاب "على النمر" المتهم بالمشاركة في مظاهرة مناهضة للحكومة السعودية عام 2011 في المنطقة الشرقية، واعتقل في العام التالي، وكان يبلغ من العمر 17 عامًا، وحكم عليه بالإعدام مؤخرا، ودعا "كوربين" رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" لإثارة قضية "النمر". وعلى صعيد متصل؛ أعرب "كوربين" عن معارضته لأي محاولة من الحكومة البريطانية للحصول على دعم البرلمان للتدخل عسكريًا في سوريا، قائلا إن وجود "استراتيجية دبلوماسية" عبر وساطة أممية قد تحقق السلام في البلد الذي مزقته الحرب، وحذر من أن الأزمة في سوريا قد لا تحل "بإلقاء المزيد من القنابل"، موقف "كوربين" لم يكن مفاجأة بالنسبة للحكومة البريطانية حيث أن زعيم حزب العمال البريطاني شارك في تأسيس تحالف "اوقفواالحرب" الذي يعارض الحربين في افغانستان والعراق، وكذلك مشاركة بريطانيا في سوريا. انتقد "كوربين" تعامل حكومة حزب المحافظين مع أزمة اللاجئين الوافدين على أوروبا من الشرق الأوسط، وأضاف أن أزمة اللاجئين هي أسوأ أزمة إنسانية تواجه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، معتبرًا أن رد فعل الأثرياء وحكومة المحافظين إزاء الأزمة "ليس كافيًا". أشاد "كوربين" بالاتفاق النووي مع إيران، كما قال إنه يعارض إنفاق مائة مليار جنيه استرليني أي ما يعادل 150 مليار دولار مرة أخرى لتحديث أسلحة الردع النووية البريطانية. أكد زعيم حزب العمال البريطاني مواقفه السابقة الداعمة للفلسطينيين، ورفع الحصار عن غزة، وقال "كوربين" إنه يرغب برؤية اعتراف بدولة فلسطينية، وتغيير سياسة بريطانيا تجاه إسرائيل والاستيطان وغزة، وأضاف "بالنسبة لي فإن وصولي إلى زعامة حزب العمال لا يغير هذا الأمر، وبالنسبة لي فأنا أرغب برؤية تحقيق للسلام والعدالة في الشرق الأوسط"، وتابع "كوربين"، "أريد أن تكمل العملية السلمية مسارها، وأريد تسوية بعيدة المدى، واعترافا بالدولة الفلسطينية، وقد قمت بالتصويت لصالح هذا الأمر في البرلمان، وأرغب برؤية حكومة عمالية منتخبة، تكون مجموعة إيجابية وقوة بناءة من أجل تحقيق السلام في المنطقة، وتعترف بالدولة الفلسطينية، وتنهي الحصار عن غزة، وطبعا السياسة الاستيطانية، التي تعتبر مشكلة ضخمة". اليساري البريطاني "جيرمي كوربن" معروف بأراءه الماركسية، التي تتعارض مع مشاركة بلاده في حروب خارجية، واستعداده للتفاوض مع متشددين، وهو الأمر الذي يثير سخط وغضب شديد لدى مؤيدي إسرائيل، نظرًا لمواقفه غير العدائية مع حزب الله وحركة حماس، الأعداء اللدودين للكيان الصهيوني، وهو ما جعل الكيان الصهيوني يصف فوز "كوربين" في الانتخابات ب"كارثة على إسرائيل"، كما أنه منتسب لحملة "من أجل نزع السلاح النووي" وتحالف "أوقفوا الحرب"، وهو ما يجعله مثار قلق للكثيرين من منتقدي افكاره.