في خضم الحديث عن المساندة الروسية لسوريا، وتعزيز موسكو وجودها في المنطقة، ترفع الأخيرة لهجتها في مواجهة الغرب وتهديداته، فتحط طائرات المساعدات الروسية على الأراضي السورية، ويتم الحديث عن إرسال شحنة أسلحة نوعية روسية إلى سوريا، وتختتمها موسكو بالحديث عن مناورات عسكرية ترسل من خلالها رسائل قوية للدول الغربية. تجري روسيا مناورات عسكرية واختبار إطلاق صواريخ في البحر الأبيض المتوسط بين مدينة طرطوس السورية وجزيرة قبرص، وتنفذ هذه المناورات ما بين الرابع عشر والسابع عشر من الشهر الجاري، وقال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، الجمعة الماضية، إن بلاده تجري مناورات بحرية بالبحر المتوسط، مضيفًا أنه كان يُخطط لها منذ فترة طويلة وتجري بما يتماشى مع القانون الدولي، مؤكدًا "أنه تم الاتفاق على هذه المناورات مع حكومة دمشق". في ذات الإطار، أعلن مسئولون قبارصة أن موسكو وجهت مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية، لأنها تعتزم إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية الأسبوع المقبل، وأشارت تقارير صحفية في موسكو إلى أن روسيا أصدرت "مذكرة إلى الطيارين"، موجهة لهيئة الملاحة الجوية الأمريكية حول المناورات التي ستتم بين مرفأ طرطوس السوري، وجزيرة قبرص التي تبعد مائة كيلومتر عنه، فيما نشر موقع هيئة الملاحة الجوية الأمريكية إحداثيات المكان الذي ستجري فيه "مناورات للبحرية الروسية" من ضمنها تجارب إطلاق صواريخ في البحر المتوسط. قالت مصادر قريبة من البحرية الروسية، إن مجموعة من خمس سفن روسية مزودة بصواريخ موجهة أبحرت للقيام بمناورات بالمياه السورية، للتدرب على صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل، وهو ما يعني إطلاق نيران المدفعية وتجربة أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى. المناورات الروسية في سوريا تتزامن مع تقارير تؤكد إرسال موسكو نظامًا صاروخيًا متقدمًا مضادًا للطائرات إلى سوريا، وهو النظام المعروف ب"إس إيه 22″، وأكد دبلوماسي غربي، أن القوات الروسية هي التي ستقوم بتشغيل نظام "إس.إيه 22″، وأن الأسلحة في طريقها إلى سوريا، وتابع "أن النظام هو نسخة أكثر تطورًا من الأنظمة الصاروخية التي سبق نشرها في سوريا"، فيما أكد مصدر روسي لوكالة "رويترز"، "إن هذه الشحنة لن تكون الأولى التي ترسلها موسكو من نظام إس.إيه 22، وإن شحنة سابقة أرسلت في عام 2013″. على الرغم من تخبط الأنباء حول وصول الشحنة فعليًا أو أنها لاتزال قيد الانتظار، انطلق القلق الغربي وانتشرت معه تكهنات وتشكيكًا في النيات الروسية بشأن روسيا، حيث قال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، "إن الاستراتيجية الروسية في سوريا ستفشل"، وأضاف إن "تدخل روسيا في سوريا قد يحول دون الوصول إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب". ردًا على الانتقادات الغربية عمومًا والأمريكية على وجه التحديد، أكد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، أن روسيا ستواصل الإمدادات العسكرية إلى سوريا، وأضاف "كانت هناك إمدادات عسكرية وهي مستمرة وستتواصل، يرافقها حتمًا أخصائيون روس يساعدون في تركيب العتاد وتدريب السوريين على كيفية استخدام هذه الأسلحة". في ذات الأثناء حطت طائرتين روسيتين في مطار اللاذقية، تحملان 80 طنًا من المساعدات الإنسانية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت الماضي، أنها أرسلت إلى مطار اللاذقية في سوريا طائرات نقل عسكرية تحمل مساعدات إنسانية للمدنيين، وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء "إيغور كوناشينكوف"، إن الشحنة تحتوي على احتياجات أساسية ومواد غذائية، إضافة إلى تجهيزات ضرورية لإقامة مخيم يتسع لأكثر من ألف نازح.