في ظل الهدوء والاستقرار الذي شهدته أوروبا مؤخرا، منذ حادث شارلي إيبدو الإرهابي بفرنسا، وقعت عملية إرهابية أخرى خلال الأيام القليلة الماضية، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الإرهاب والأفكار المتطرفة ليس لها وطن ولا دين، حيث شهدت أوروبا هجوم مسلح في قطار داخل محطة بشمال فرنسا أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بينهم أمريكي وبريطاني، والمعلومات تقول إن مطلق النار مغربي الأصل عاش في إسبانيا وسافر إلى سوريا قبل العودة إلى فرنسا. وبينما تدعو الأجهزة الأمنية والساسة في أوروبا إلى حظر دخول القادمين من المناطق المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط كسوريا والعراق خوفًا من تنفيذ عمليات إرهابية، تناست هذه القوى وهؤلاء الساسة أنهم أول من وقفوا ودعموا وأيدوا هذه الجماعات وهذه التنظيمات، لكن عندما يتعلق الأمر بأمنهم القومي تصبح هذه التنظيمات التي كانوا يصفوها بالسياسية حركات إرهابية تهدد السلم والأمن الأوروبي. بدوره قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية "إن مطلق النار هو مغربي الأصل فيما كشفت مصادر أمنية أن المسلح عاش في إسبانيا وسافر إلى سوريا قبل العودة إلى فرنسا"، وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إنه يشتبه بانتماء مهاجم محطة القطارات إلى تيار إسلامي متطرف حسب قوله، وخلال مؤتمر صحفي في باريس أضاف إن الاستخبارات الإسبانية أبلغت عن المهاجم، وأعلن أنه إذا كانت هوية المهاجم صحيحةً فهو مغربي يبلغ من العمر 26 عاماً. ووفق التحقيقات الأمنية الفرنسية والإسبانية والبلجيكية، فقد حاول أيوب الخزاني البالغ من العمر 26 سنة تنفيذ عملية إرهابية بفتح النار على ركاب القطار الذي كان قادما من أمستردام نحو باريس، بعدما ركب من محطة بروكسل البلجيكية. ونجح جنديان أمريكيان ومواطن بريطاني في إفشال العملية الإرهابية بعد السيطرة على المشتبه فيه، وكان أيوب يعتزم فتح النار من بندقية كلاشنيكوف على المسافرين لتنفيذ هذه العملية، وتدخل هذه العملية ضمن ما يسمى «إرهاب الذئب المنفرد»، وهي العمليات التي ينفذها شخص واحد لتفادي المراقبة الأمنية وضمان النجاح، ومن أبرز هذه العمليات تلك التي نفذها محمد مراح في فرنسا منذ ثلاث سنوات وتلك التي تعرضت لها تونس في بداية الصيف الجاري، وخلفت مقتل العديد من السياح البريطانيين. وفي الوقت ذاته تكشف عملية القطار استمرار عدم فعالية كاملة للتنسيق بين الدول الأوروبية، إذ يقع خلل في التنسيق يؤدي إلى انعكاسات سلبية، وأخيرا، تأتي هذه العملية لتؤكد خطورة ما يعرف بإرهاب الذئب المنفرد» في أوروبا، وهي التي أصبحت الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية بحكم سهولة رصد عصابة إرهابية وصعوبة رصد شخص واحد قادر على التخفي وخلق المفاجأة.