تحدثت مصادر عن قيام تنظيم "داعش" بتفجير معبد "بعلشمين" في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية الدكتور "مأمون عبد الكريم" إن مدينة تدمر "تعرضت لأقذر هجوم على مدى تاريخها الطويل على يد عصابات من المجرمين لم تعرف لهم البشرية مثيلا". وأضاف أنه تلقى عبر مصادر أهلية نبأ إقدام إرهابيو داعش على تفجير معبد "بعلشمين" بإدخال كمية كبيرة من المتفجرات إلى داخل المعبد وتفجيرها دفعة واحدة"، وفق ما نقلته، مساء الأحد، وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". وفي هذا السياق، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ في تدمير دير للروم الكاثوليك يعود للقرن الخامس الميلادي، وهو أحد أفضل المباني الأثرية في مدينة تدمر، المدينة السورية القديمة، أحد أهم المواقع الأثرية في العالم. وتضيف الصحيفة أنه بجانب قتل البشر أصبحت تدمر المدينة الأثرية أحد ضحايا داعش، حيث يقول خبراء ومسؤولي الآثار إن التدمير في تدمر وصل لمستويات قياسية ومذهلة، وحجم الخسارة لا يقدر بثمن بالنسبة للتراث العالمي. وتوضح الصحيفة الأمريكية أنه خلال الأشهر الأخيرة صعدت داعش معلنة تدمير ونهب تدمر الأثرية، في ذروة الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات، مما سبب صدمة لعشاق الآثار. من جانبه، يضيف "معبد الكريم" مدير عام الآثار السورية:" أشعر جدا بالضعف، وأنا متشائم للغاية"، لافتا إلى أنه غير قادر على حماية آثار تدمر، قائلا:" لقد أصبحت أتعس مدير عام للآثار في العالم". ويشير:" الآثار ليست للحكومة أو المعارضة، بل هي لجميع السوريين، وأيضا للأمريكيين والأوروبيين، والشعب الياباني، كل الأمر يدور حول التراث". وتلفت الصحيفة إلى أن تدمير المعبد الكاثوليكي، شكل صدمة جديدة للسوريين وخبراء الآثار في أنحاء العالم، فهذه المرة الأولى منذ استيلاء داعش على تدمر، في مايو الماضي، تقوم بتدمير جزء كبير من الآثار. وتقول "إيرينا بوكوفا"، المدير العام لليونسكو، هيئة الثقافة التابعة للأمم المتحدة:" إنها جريمة حرب جديدة وخسارة هائلة للشعب السوري وللإنسانية". وقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بالأعمال "الهمجية" التي ارتكبها تنظيم داعش في تدمر بوسط سوريا، حيث فجر أحد أبرز معابد المدينة الأثرية بعدما قطع في الأسبوع الماضي رأس المدير السابق لآثارها. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الأمين العام في بيان إن "أعمال الترويع الهمجية هذه تضاف إلى لائحة طويلة من الجرائم التي ارتكبت منذ 4 سنوات في سوريا بحق سكانها وتراثها". وذكر بان كي مون أن تدمير مواقع مدرجة على قائمة التراث الإنساني يعتبر جريمة حرب، داعيا دول العالم بأسره إلى "الاتحاد والتحرك سريعا لإنهاء هذه الأعمال الإرهابية".