تكتسب المحميات الطبيعية أهميتها كعامل أساسي للحذب السياحي؛ لما تبرزه من ملامح جمالية ساحرة، حيث تتميز تلك المحميات خاصة المتواجدة بأرض الفيروز "سيناء" ببعض الأنشطة السياحية التي تجذب العديد من الزائرين؛ مثل مراقبة الطيور والحيوانات البرية ورياضة الغطس ومراقبة الأحياء البحرية، وممارسة رياضة التجول في الغابات وتسلق الجبال وارتياد الصحراء، والسياحة العلمية مثل التعرف على التكوينات الجيولوجية والصخرية، الشاهدة على تعاقب العصور المختلفة، لكن قصورًا ما وراء غياب الزوار عن تلك الطبيعة الساحرة. تقع بالمنطقة الجنوبيةالغربية لمدينة طابا، وتبلغ مساحتها حوالي 3 آلاف و590كم2، تضم المحمية تراكيب جيولوجية وكهوفًا وممرات جبلية متعددة، وشبكة من الوديان أهمها: وتير الزلجة الصوانة نخيل. تتكون المحمية أساسًا من الحجر الرملي الذي ينتمي إلى العصر الوسيط، كما تضم الحجر النوبي والبحري من العصر الكريتاوي، أما الأحجار النارية فترجع إلى عصر الكمبري، تضم المنطقة بعض العيون الطبيعية التي تتكون حولها الحدائق النباتية التي يأوي إليها البدو . تتميز محمية طابا بتنوعها الغني بالحيوانات والنباتات النادرة والمعرضة لخطر الانقراض، حيث يوجد بها حوالي 25 نوعًا من الثدييات مثل الغزال والوعل النوبي والوبر وغير ذلك، وحوالي 50 نوعًا من الطيور المقيمة؛ مثل النسور والصقور والحدأة وغيرها، إضافة إلى 24 نوعًا من الزواحف، وبالنسبة للنباتات فيوجد حوالي 480 نوعًا منقرضًا. وتتميز المحمية بالمواقع الأثرية التي يصل تاريخها لنحو 5000 سنة والحياة البرية النادرة، إضافة إلى التراث التقليدي للبدو المقيمين . وتشمل بيئات مهمة للغاية مثل ينابيع المياه العذبة، وتوجد مقابر النواميس، أقدم مباني مسقوفة بالأحجار في العالم، ومازالت حيوانات نمر سيناء، واسمها العلمي "Panthera pardus Jarvis"، موجودة بالمحمية، كما تتكاثر فيها طيور العقاب الأسود، واسمها العلمي Aquila" verreauxii" وطائر النسر الملتحي واسمه العلمي "Gypaetus barbatus" وتفخر طابا بأربعة وعشرين نوعًا من الزواحف ونحو 480 من النباتات. ورغم ذلك لم تستغل سياحيًّا، وطالب الخبير السياحي إيهاب فريد بفتح سياحة السفاري والسياحة العلمية بمحميات جنوبسيناء؛ لجذب السياحة الداخلية والخارجية إليها. قلة الدعاية وراء غياب الزوار طالب كثير من العاملين بمجال السياحة في محافظة جنوبسيناء، باهتمام المسؤولين بالمحميات جنوبسيناء، المهدور حقها، مؤكدين أن قلة الدعاية والترويج وراء غياب الزوار، سواء من الداخل أو الخارج، حيث تعاني محمية طابا من ضعف نسبة الإشغالات التي لا تتعدى ال10% في المناسبات. واقترح سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري طابا نويبع، تنظيم رحلات مخفضة لموظفي الحكومة وبعض الجهات الأخرى، مقابل سداد الديوان المستحقة لدى الفنادق، نظير فواتير الكهرباء والمياه ومديونية التأمينات، مطالبًا المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بإلزام البنوك الوطنية بتمويل الفنادق بطابا نويبع، لاستكمال البنية التحتية التي دمرتها السيول؛ لتحسين مستوى الخدمة المقدمة للسائح سواء المصري أو الأجنبي. وقال هاني جاويش، عضو جمعية مستثمري طابا ونويبع: أحداث شمال سيناء واغتيال النائب العام ثم تفجير القنصلية الإيطالية، أثرت على السياحة، علاوة على عدم انتهاء خطة تطوير الطرق. وطالب جاويش هيئة التنشيط السياحي، بالترويج للأماكن الأثرية التي تتميز بها المنطقة؛ مثل قلعة صلاح الدين وجزيرة فرعون، معتبرًا طابا ونويبع ومرسي علم ودهب مدن "فاشلة" سياحيًّا، رغم امتلاكها العديد من عناصر الجذب السياحي. وقال محمد علي، أحد العاملين بالسياحة في طابا: الحال موت وخراب ديار، يرضي مين إن احنا مش لاقيين نأكّل عيالنا، ومش عارفين الحل، كل يوم نسمع عن التطوير ولكن أين الزوار؟ بينما علق محمود سعيد، بأن غياب الزوار وانخفاض نسبة الإشغالات سببه الأساسي التفجيرات التي تحدث ليل نهار بشمال سيناء، ولا ندري متى سينتهي الإرهاب الذي يؤثر على حياتنا كافة. "مصر في قلوبنا" لم تغير الحال رغم قرار المهندس خالد رامي، وزير السياحة، بمد تفعيل مبادرة "مصر في قلوبنا" لمنطقة طابا نويبع حتى 30 سبتمبر المقبل، بدعم 700 جنيه للفرد لتشجيع السياحة الداخلية، وإعادة الحياة لمنطقة "ريفيرا رد سى"، إلَّا أن إحصائية غرفة المنشآت الفندقية الصادرة في يونيو الماضي، كشفت فشل المبادرة، فقد بلغت نسب إشغالات فنادق مدينة نويبع 7%، حيث بلغت الطاقة المشغولة ألفين و326 غرفة، من إجمالي الطاقة المتاحة 29 ألفًا و252 غرفة بنسبة انخفاض 3% عن إشغالات مايو الماضي، و16% نسب إشغالات فنادق طابا، وكشفت الإحصائية عن أن نسب الإشغالات بمدينة طابا بلغت 16.23%، حيث بلغ إجمالي الطاقة المشغولة بالفنادق 21 ألفًا و665 غرفة، من إجمالي الطاقة المتاحة البالغة 133 ألفًا و487 غرفة فندقية، بانخفاض قدره 2% مقارنة بإشغالات مايو الماضي. يذكر أن الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة: محميات جنوبسيناء "رأس محمد نبق أبو جالوم سانت كاترين طابا" تشهد حاليًا أعمال تطوير بتكلفة تقدر بنحو 12.5 مليون جنيه، مما يوفر ما يقرب من 4 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في نهاية خطة التطوير، عبر مشروع تعزيز نظم الإدارة والتمويل بالمحميات الطبيعية، الذي يهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية والتراث الثقافي في مصر بتحقيق الاستدامة المالية وتطوير النظم الإدارية والمؤسسية بشبكة المحميات الطبيعية، موضحًا أن ذلك ضمن جهود وزارة البيئة لتطوير المحميات الطبيعية لتنمية السياحة. وأضاف أن أعمال التطوير التي تتم حاليًا، منها إنشاء مبنى إداري متطور بمحمية سانت كاترين، لتطوير عمليات المراقبة الدورية وتسهيل عملية الربط الإلكتروني للمحميات الطبيعية، بالإضافة إلى إنشاء سقالة عملاقة بمحمية نبق بطول 40 مترًا وعرض 2.5 م تم إنشاؤها من أفضل الخامات العالمية ومظلة بمساحة 200م علاوة على إنشاء 3 سقالات بمحمية أبو جالوم، بهدف الوصول إلى المياه العميقة؛ لأنها تعد من أفضل مناطق الغطس في العالم، دون المساس بالشعب المرجانية ولتسهيل سباحة الغطس بما يخدم نحو 300 ألف سائح سنويًّا، كما تم إنشاء مظلة بمساحة 400 م بمحمية رأس محمد تراعي البعد البيئي المميز للمكان.