تواصل السعودية سياسة تدمير الأثار ومحو التاريخ اليمني، واستهداف الأماكن التاريخية فضلًا عن تدمير البنية التحتية للبلد المستهدف بالعدوان منذ أكثر من 70 يوما، لتهدم السعودية من جديد أحد أهم المعالم الأثرية في اليمن وهو "سد مأرب" القديم. السعودية تستهدف السد استهدفت طائرات التحالف السعودي سد مأرب القديم، وقالت وسائل إعلامية إن مقاتلات العدوان السعودي قصفت سد مأرب القديم، وأصابت المصرف الجنوبي للسد بأضرار بليغة، وقال السكان إن الطيران شنّ نحو 5 غارات في منطقة صرواح غرب مأرب. يأتي هذا الاستهداف في إطار ما تشهده محافظة مأرب من معارك شرسة بين المجموعات العسكرية المسلحة الموالية للرئيس الفار "عبدربه منصور هادي" في عدن من جهة، وبين جماعة "أنصار الله" والجيش اليمني من جهة أخرى. أهمية السد التاريخية هو سد مائي قديم يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، بناه أهل سبأ، ويعد معجزة هندسية لتاريخ شبة الجزيرة العربية، يبلغ طول السد 577 متراً وعرضه 915 مترًا، وبُني هذا السد في الجهة التي تسيل منها السيول فتمكن السد من حصر الماء وزود بثقوب أو أبواب لتسمح بقدر أكبر من التحكم بجهة المياه عقب استقرارها في الحوض، وتم اقتطاع حجارة السد من صخور الجبال ونحتت بدقة ووضعت فوق بعضها البعض واستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض، كان هذا السد يروي ما يقارب 98 كم مربع، وهو ما أدى إلى أن سكان اليمن حققوا الاكتفاء الذاتي من ناحية إحتياجهم للماء والغذاء، فالماء الناتج عن السد القديم كان يكفيهم للزراعة وإطعام مواشيهم. ويعتبر سد مأرب من أرقى السدود من الناحية الهندسية، وقد قام المهندسون بمعاينة طبيعة الأرض قبل إنشاء السد، ثم بنوا عليها المخطط الهندسي الذي هو عبارة عن حائط حجري ضخم أقيم في مربط الدم عند مخرج السيل من الوادي، وبني على زاوية منفرجة، ممتدًا من الجنوب إلى الشمال مسافة ستمائة وخمسين مترًا، وله فتحات وأبواب تُفتح وتُغلق حسب الحاجة لمرور الماء. هيئة الأثار تستنكر من جانبها استنكرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف استهداف طيران العدوان السعودي بغارة جوية المصرف الجنوبي لسد مأرب القديم الذي يعتبر من أقدم وأهم السدود في الجزيرة العربية، واعتبرت الهيئة في بيان صدر عنها استهداف العدوان السعودي لأحد مصارف سد مأرب عملا إجراميًا وخرقًا للاتفاقيات الدولية التي تنادي بتجنيب مواقع التراث الإنساني من استهداف عسكري مباشر أو غير مباشر. وأوضح البيان أن هذا الاستهداف نتج عنه تخلخل في الأجزاء المعمارية للمصرف، معربا عن إدانته واستنكاره لمثل هذه الأعمال الاجرامية التي تنمي عن حقد المملكة السعودية لتاريخ اليمن والعمل على محوه وتدميره، وطالب البيان المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الإنساني والتدخل لوقف مثل هذه الأعمال، كما طالبت المنظمات المحلية الحكومية وغير الحكومية والمجالس المحلية والحقوقية والفكرية والثقافية والنقابات والشخصيات الاجتماعية والعلماء وكل أبناء الوطن إدانة واستنكار كل هذه الجرائم باعتبار ما يتم استهدافه من تراث إنساني متمثل بالهوية التاريخية لكل اليمنيين واستهداف للإنسان اليمني ككل، وأكدت الهيئة أنها ستحتفظ بحقها القانوني في مقاضاة دول العدوان حيال تلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم. اليونسكو قلقة بدورها أعربت المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" عن قلقها إزاء إستمرار قصف وتدمير التراث الثقافي في اليمن وقالت "أنا قلقه للغاية إزاء الأنباء المؤسفة القادمة من اليمن حول مواصلة تدمير والإضرار بتراثها الثقافي الفريد، حيث تضرر سد مأرب العظيم، أحد أهم المعالم التاريخية اليمنية وكذلك في شبه الجزيرة العربية، فهو شاهد على التاريخ وللقيم المشتركة للبشرية"، وأضافت "أحث بقوة كافة الأطراف بتجنب استهداف المواقع الأثرية ومعالم التراث الثقافي". وأضافت "إيرينا بوكوفا"، "إنني أدين ممارسات التدمير هذه، وأدعو كافة الأطراف إلى إبعاد التراث الثقافي عن دائرة النزاع، وإني قلقة أشد القلق بسبب الأخبار الخاصة بالضربات الجوية على مناطق كثيفة السكان، مثل مدينتي صنعاء وصعدة، فبالإضافة إلى المعاناة الإنسانية القاسية التي تسفر عنها هذه الهجمات، فإنها تدمر التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن، الذي يضم في طياته هوية وتاريخ وذاكرة الشعب، فضلاً عن أنه يشهد على إنجازات الحضارة الإسلامية".