مع نهاية الفصل الدراسى الثانى للمرحلتين الابتدائية والإعدادية وبداية فصل الصيف وقدوم المصطافين إلى مدينة الإسكندرية التى تتمتع بموقعها الجعرافى المميز على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ، أصبح صيف 2015 الأسوأ على مواطنى الإسكندرية على مر السنوات السابقة، بعد احتلال الشواطئ بالمنشآت الخاصة التى حرمت المواطن البسيط من رؤية الطبيعة الساحرة للإسكندرية التى حباها الله، وأصبح التمتع بفصل الصيف قاصرًا على الأغنياء فقط، بعد تقلص الشواطئ المجانية، وجعل الكثير من الشواطئ مميزة وسياحية، بالإضافة إلى الحواجز التى حرمت المواطن البسيط من مجرد رؤية البحر. "البديل" من جانبها تفتح ملف الشواطئ، وتضعه على مائدة المسئولين؛ أملاً فى أن يرحموا المواطن البسيط، ويمنُّوا عليه بالحصول (تخيلوا) على حقه في الاستمتاع بمشهد البحر، الذي أصبح اليوم بمقابل مادي!! يقول صالح عبد الملاك "إن الصيف هذا العام لا يختلف كثيرًا عن العام السابق، فلا توجد شواطئ مجانية إلا على مسافات متباعدة جدًّا جدًّا، وحالتها سيئة للغاية، فهل من المعقول أن يوجد شاطئ واحد فقط مجانى، وهو "جليم"، يخدم كل أهل الإسكندرية من حى منتزة أول وثانٍ وحى شرق والجمرك وحى وسط، وهو شاطئ لا يتعدى ال 100 متر، بالإضافة الى انعدم الخدمات المقدمة من دورات مياه وأماكن آدمية لتغيير الملابس؟!". وأضاف عبد الملاك أن ما يحدث على شواطئ الإسكندرية مثال صارخ للطبقية والصراع الاجتماعي بين فئات المجتمع، فقد احتلت النقابات مثل الأطباء والمهندسين والمعلمين والمحامين والعلميين والتجاريين والقضاة وغيرها جزءًا كبيرًا من الشواطئ، بداية من منطقة "سابا باشا" حتى منطقة "رشدى" بإقامة نوادٍ للأعضاء فقط، بينما احتلت الشرطة والقوات المسلحة أماكن أخرى بإنشاء نوادٍ وشواطئ خاصة لهم، رغم أن كل هذه النوادى عليها مديونيات بمئات الملايين للمحافظة؛ لأنهم لا يدفعون مقابل حق الانتفاع، فنادى المهندسين بمفرده وصلت مديونيته للمحافظة لأكثر من 40 مليون جنيه، وبهذا أصبحت بعض الفئات من "علية القوم" تستمتع بالطبيعة مجانًا، والغلبان محروم من كل نعم الدنيا، وعندما يريد أن يروِّح عن أطفاله بزيارة البحر، يدفع مبالغ كبيرة. وتساءل عبد الملاك "من المسئول عن هذه المأساة؟ وهل سيستجيب المسئولون الذين يتشدقون في وسائل الإعلام بكلمة تحقيق العدالة الاجتماعية؟". وتقول إيمان السيد راشد (ربة منزل): "لديَّ أربعة أطفال، وزوجى يعمل موظف بمركز معلومات حى المنتزه، وراتبه 900 جنيه، لا يكفى متطلباتنا حتى آخر الشهر، وعندما أردنا ان نذهب بأطفالنا للبحر بعد انتهاء الامتحانات، دفعنا ما يقرب من مائة جنيه رسوم دخول أحد الشواطئ واستئجار الشمسية والكراسى، هذا بالطبع بخلاف تكاليف المواصلات والمأكولات، وأظن أنها ستكون الزيارة الأولى والأخيرة فى هذا الصيف لشاطئ البحر؛ لأنها مكلفة للغاية، رغم أننا منذ عدة سنوات كانت زيارتنا للبحر أسبوعية؛ لأن الشواطئ كانت مجانية ومتاحة لكل أهل الإسكندرية". وصرخ مينا ماجد أحد مواطنى الإسكندرية قائلاً "الحقونا.. سرقوا الممشى. هذا الممشى تم إنشاؤه على الكورنيش فى عهد المحافظ الأسبق عبد السلام محجوب من منطقة الشاطبى حتى سيدى جابر، وكان لجميع المواطنين؛ للتنزه والتريض فى الصباح الباكر، ولكن تم الاستيلاء عليه من الجانبين بعمل كازينوهات وكافيتريات تحجب رؤىة البحرتمامًا"، متسائلاً "أين حق المواطن السكندرى؟ ولماذا تقف المحافظة هكذا دون التدخل؟ ومن يحمى شواطئ الإسكندرية ومواطنيها؟". بينما تعتبر الطامة الكبرى التى فوجئ بها أهل الإسكندرية جميعًا والمترددون عليها هى قرار حجب الشواطئ، حيث تم وضع حواجز، سواء حديدية أو خشبية، تفصل الرؤية بين شاطئ البحر وطريق الكورنيش، هذا بخلاف المنشآت السياحية والشواطئ، وهذا النظام موجود منذ ثلاث سنوات، حيث انتشرت سلسلة من الكافيتريات بأماكن متفرقة على البحر مباشرة، وأقيمت حواجز تحجب الرؤية على شاطئ البحر. وطالب صلاح هريدى مؤسس حركة "أنقذوا الإسكندرية" رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى فى شكاوى وتليغرافات عديدة بالتدخل فوراً لوقف حجب وتشويه بحر وكورنيش الإسكندرية؛ بسبب التعديات والأسوار من الجهات العامة والخاصة والمؤسسات، وقال هريدى "تعتقد الحملة أنه في ضوء تصعيد التعديات والإصرار على إغلاق البحر من قِبَل مؤسسات الدولة والمنشآت الخاصة المتعاملة من خلالها، خاصة أن المحافظة لا تملك الولاية الكافية على كل المناطق، فإنه قد صار من الضروري عمل حملة يشارك فيها كل السكندريين لإنقاذ الكورنيش بإيقاف هذه الأعمال التي تتسبب في ذلك؛ حتى تتم دراسة متخصصة في الأمر". وقال اللواء أحمد حجازى رئيس هيئة تنشيط السياحة بالإسكندرية "إن عدد الشواطئ المجانية 5، والخدمة "لمن يطلبها"، على أن يتم استقبال المواطنين بها، والدخول مجانًا، ويسمح لهم بدخول الشمسيات والكراسى الخاصة بهم، وفى حالة عدم وجود شمسيات، يتم تأجير الخدمات لهم وتحصيل 3 جنيهات للشمسية وجنيه واحد للكرسى. وهذه الشواطئ هى: جليم والمكس وشهر العسل وبرج العرب والهانوفيل. وبلغ عدد الشواطئ العامة "الخدمة لمن يطلبها" أيضًا نحو 18 شاطئًا، تبلغ تكلفة دخول الفرد 5 جنيهات، وتم وضع مبادئ عامة، وهي منع المواطنين من افتراش الأرض لتوفير تكلفة الكراسى والشمسيات؛ وذلك للحفاظ على الشكل الحضارى للإسكندرية". وأضاف حجازى أن عدد الشواطئ السياحية يبلغ 3 شواطئ هي: المندرة والبوريفاج واستانلى، وأن قيمة تذكرة الفرد تبلغ حوالى 10 جنيهات رسوم دخول شاملة الخدمات، فيما عدا شاطئ البوريفاج فتبلغ تكلفة الدخول حوالى 13 جنيهًا؛ لأنه تعاقد قديم، وسيتم طرحه فيما بعد بنفس تكلفة باقى الشواطئ السياحية، مضيفًا أن عدد الشواطئ المميزة يبلغ نحو 17 شاطئًا آخر، تبلغ قيمة رسوم تلك الشواطئ حوالى 7 جنيهات للفرد، شاملة الخدمات ما عدا المشروبات.